الخميس 03 / ذو القعدة / 1446 - 01 / مايو 2025
وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ ءَامِنُوا۟ بِٱلَّذِىٓ أُنزِلَ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَجْهَ ٱلنَّهَارِ وَٱكْفُرُوٓا۟ ءَاخِرَهُۥ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ.. الآية [سورة آل عمران:72]، هذه مكيدة أرادوها ليلبِّسوا على الضعفاء من الناس أمر دينهم".

المراد بوجه النهار أول النهار، وهو أحسنه.
"وهو أنهم اشتوروا بينهم أن يظهروا الإيمان أول النهار، ويصلوا مع المسلمين صلاة الصبح، فإذا جاء آخر النهار ارتدوا إلى دينهم ليقول الجهلة من الناس: إنما ردهم إلى دينهم اطلاعهم على نقيصة، وعيب في دين المسلمين، ولهذا قالوا: لعلهم يرجعون.
وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد: في قوله تعالى إخباراً عن اليهود بهذه الآية، يعني يهوداً صلت مع النبي ﷺ صلاة الفجر، وكفروا آخر النهار مكراً منهم، ليُروا الناس أن قد بدت لهم منه الضلالة بعد أن كانوا اتبعوه".

يعني اليهود أهل كتاب، وأهل علم فإذا دخلوا في الإسلام استبشر الناس من أهل الإيمان، فإذا رجعوا قال الناس: إن هؤلاء ما رجعوا إلا وقد اطلعوا على أمور تدل على بطلان هذا الدين، وأنه ليس من عند الله .

مرات الإستماع: 0

مِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ [آل عمران:72] كان قوم من اليهود لعنهم الله أظهروا الإسلام - وفي النسخة الخطية: أظهروا الإيمان - أول النهار، ثم كفروا آخره؛ ليخدعوا المسلمين، فيقولوا: ما رجع هؤلاء إلا عن علم، وقال السهيلي: إن هذه الطائفة هم عبد الله بن الصيف، وعدي بن زيد، والحارث بن عوف."

هذا في المنافقين من اليهود وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا [آل عمران:72] يعني على المسلمين وَجْهَ النَّهَارِ أول النهار وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ أي من أجل أن يرجعوا عن دينهم، فيقولوا: هؤلاء أهل كتاب، وأهل علم، وما ارتدوا عن الإسلام بعد الدخول فيه، إلا أنهم وقفوا على أشياء توجب الردة، وأنهم تبين لهم أنه باطل، فيتشكك الناس فيه، ويلتبس عليهم، على علماء دخلوا، ثم ارتدوا.