الثلاثاء 01 / ذو القعدة / 1446 - 29 / أبريل 2025
فَمَن تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْفَٰسِقُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

 
"فَمَن تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ [سورة آل عمران:81 - 82]، أي عن هذا العهد، والميثاق، فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [سورة آل عمران:82].
قال علي بن أبي طالب، وابن عمه عبد الله بن عباس - ا -: ما بعث الله نبياً من الأنبياء إلا أخذ عليه الميثاق لئن بعث الله محمداً، وهو حي ليؤمنن به، ولينصرنه، وأمره أن يأخذ الميثاق على أمته لئن بُعث محمد ﷺ، وهم أحياء ليؤمنن به، ولينصرنه.
وقال طاوس، والحسن البصري، وقتادة: أخذ الله ميثاق النبيين أن يصدق بعضهم بعضاً.
وهذا لا يضاد ما قاله علي، وابن عباس فالرسول محمد خاتم الأنبياء - صلوات الله، وسلامه عليه دائماً إلى يوم الدين - هو الإمام الأعظم الذي لو وجد في أي عصر وجد، لكان هو الواجب الطاعة، المقدم على الأنبياء كلهم، ولهذا كان إمامهم ليلة الإسراء لما اجتمعوا ببيت المقدس، وكذلك هو الشفيع في يوم المحشر في إتيان الرب لفصل القضاء بين عباده، وهو المقام المحمود الذي لا يليق إلا له، والذي يحيد عنه أولوا العزم من الأنبياء، والمرسلين حتى تنتهي النوبة إليه، فيكون هو المخصوص به - صلوات الله، وسلامه عليه -.