قوله - تبارك وتعالى - هنا: وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا بعضهم يقول: رأوا السحاب مصفراً، وأن السحاب إذا كان مصفراً فمعنى ذلك أنه ليس فيه المطر، وبعضهم يقول: إن ذلك يرجع إلى الريح، والذي عليه عامة أهل العلم - وهو الأقرب - أن ذلك يرجع إلى الزرع، فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا يعني تأتيه الريح باردة فيصفر، ويذبل وتتغير حاله، فبعدما ظهر وخرج تأتي هذه الريح ثم بعد ذلك يتحول إلى شيء من الذبول والضعف، ويكون بعد ذلك يابساً هشيماً، - والله المستعان -، فهو يرجع إلى الزرع والنبات، فهنا يقول: فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا أي قد اصفر وشرع في الفساد ابن كثير هنا يفسر ذلك أنه يرجع إلى الزرع، وهذا اختيار ابن جرير أيضاً.