قوله: وَأَرْضًا لَمْ تَطَؤوهَا قيل: خيبر، خيبر فتحت بعد وقعة قريظة بسنة وشهر، والقول بأنها خيبر قال به جماعة من السلف كابن زيد ومقاتل بن حيان، ويزيد بن رومان.
قال ابن كثير: وقيل: مكة، رواه مالك عن زيد بن أسلم، وبه قال أيضاً قتادة، وقيل: فارس والروم، وهذا قال به الحسن البصري، قال ابن جرير: يجوز أن يكون الجميع مراداً، وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا، هذا - يعني قول ابن جرير - هو الأقرب - والله أعلم -، وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَؤوهَا، ما هذه الأرض التي لم نطأها؟ تَصدُق على ما حصل للمسلمين من الفتوح بعد ذلك، فمن ذلك خبير، وبعضهم كابن عاشور حمل ذلك على الأرض التي لم تفتح بالقوة، يعني: ما فتحت عنوة، فقال: هذا المراد به أرض النضير، باعتبار أن أرض النضير فتحت بعد ذلك، بهذا الاعتبار، وَأَرْضًا لَمْ تَطَؤوهَا، يعني لم يحصل لكم بعدُ الاستيلاء عليها، ليس معناها أنكم ما مشيتم فيها، وإنما المقصود الاستيلاء والغلبة، تَطَؤوهَا، وإلا فكانوا يذهبون إلى النضير ويذهبون إلى فارس والروم وخيبر تجارة وغير ذلك، قال: وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، الأرض أعم من الديار، وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ كل الأرض بما فيها الفضاء الذي يتبع هؤلاء، وأما الديار فيمكن أن يكون ذلك باعتبار ما كان عامراً منها، وما يحتفّ بها من المزارع ونحو ذلك.