الإذن وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ يعني: بأمره، والإذن يصدق على الأمر الكوني والأمر الشرعي، وعلى كل حال ذلك يجتمع في المؤمن كما هو معلوم، وكذلك في قوله - تبارك وتعالى -: مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ [سورة الحشر:5]، محمول على المعنيين على الأرجح، يعني: أن الله قدر ذلك وقضاه، ومن جهة أخرى أن الله أذن لهم به شرعاً، الإذن الشرعي، معهم النبي ﷺ، فكونهم يقطعون بعض النخيل لما يتطلبه الحصار، فهذا أمر مأذون به في قصة النضير.
هذا معنى أنه لوضوح أمره ﷺ بمنزلة السراج المنير، وكذلك في هدايته ﷺ للخلق، يهديهم ويبدد الله به ظلمات الكفر والشرك والجهالة، فهو سراج منير ، وَسِرَاجًا مُنِيرًا يستضيئون به، فهذا وهذا، والله تعالى أعلم.