الجمعة 02 / ذو الحجة / 1446 - 30 / مايو 2025
إِذْ أَرْسَلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوٓا۟ إِنَّآ إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وقوله: إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا [يس:14] أي: بادروهما بالتكذيب".

الفاء في قوله - تعالى -: فَكَذَّبُوهُمَا تدل على التعقيب المباشر، بمجرد ما أرسلوا إليهم لم يتريثوا، ويتلبثوا، ويتحققوا، ويتحروا، بل بادروا بالتكذيب مباشرة.

وفي قوله: إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ دليل على أن الله هو الذي أرسل، وهذا فيه رد على من قال بأن المسيح - عليه الصلاة والسلام - هو الذي أرسل هؤلاء الرسل، وكانوا من الحواريين، لكن أولئك لا يعجزون عن الجواب، فقالوا: إن إرسال المسيح - عليه الصلاة والسلام - للرسل كان بأمر الله فأضاف الله ذلك إلى نفسه بهذا الاعتبار، لكن هذا خلاف الظاهر، فإرسال الرسل حينما يرد بالقرآن إنما ذلك بمعنى أن هؤلاء أرسلهم الله بوحيه إلى من أرسل إليهم.

"فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ أي: قويناهما، وشددنا أزرهما برسول ثالث، قال ابن جريج عن وهب بن سليمان عن شعيب الجبائي قال: كان اسم الرسولين الأوليْن شمعون، ويوحنا، واسم الثالث بولس، والقرية أنطاكية.

فَقَالُوا أي: لأهل تلك القرية: إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ أي: من ربكم الذي خلقكم، نأمركم بعبادته وحده لا شريك له. قاله أبو العالية.

وزعم قتادة بن دعامة أنهم كانوا رسل المسيح إلى أهل أنطاكية".