الأربعاء 13 / محرّم / 1447 - 09 / يوليو 2025
وَأَنۢبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ قال ابن مسعود، وابن عباس ، ومجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، ووهب بن منبه، وهلال بن يَسَاف وعبد الله بن طاوس، والسدي، وقتادة، والضحاك، وعطاء الخرساني وغير واحد قالوا كلهم: "اليقطين هو القرع".

وذكر بعضهم في القرع فوائد منها: سرعة نباته، وتظليلُ ورقه لكبره، ونعومته، وأنه لا يقربها الذباب، وجودة أغذية ثمره، وأنه يؤكل نيئاً، ومطبوخا بلبه وقشره أيضاً".

قال الله - تعالى -: وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ الذي عليه عامة المفسرين أن اليقطين هو القرع المعروف، وذكر فوائد لهذه الشجرة، سرعة النبات، وسعة مساحة الورق، فهو بحاجة إلى ظل، وشجرة سريعة الامتداد، بحاجة إلى ثمرٍ لا يتعب في صنعه، وطهيه، ويكون مفيداً لمثل حالته هذه، فهذا الورق يستتر به من الشمس، ويستتر به أيضاً حيث لا لباس، وهو بحاجة إلى هذا الثمر لإصلاح بدنه، فهذا هو المشهور أنه القرع، وبعضهم يقول: كل شجرة ليس لها ساق يقال لها: يقطين، وهذا اختاره ابن جرير - رحمه الله - وقال به جماعة من السلف، ومن بعدهم كالحسن ومقاتل وغير هؤلاء، وبعضهم يعبر عن هذا يقول: كل شجرٍ يموت من عامه فهو يقطين، فيدخل في هذا أشجار تموت في عامها كالحبحب يموت في عامه، شجر ليس له ساق أيضاً الحبحب، والبطيخ، وكثير من أشجار الخضروات ونحو ذلك تكون بهذه المثابة، فبعض أهل العلم كابن جرير يقول: ما لا ساق له فإنه يقطين، ولا يختص هذا بالقرع، فالقرع نوع منه، يعني القرع يقال له: يقطين، ولكن المعنى أوسع من هذا، هكذا اختار كبير المفسرين أبو جعفر - رحمه الله -.

"وقد ثبت أن رسول الله ﷺ كان يُحِبّ الدُّبَّاء، ويتتبعه من نواحي الصَّحْفة".