"وقوله تعالى: أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ أي: إن كان لهم ذلك فليصعدوا في الأسباب.
قال ابن عباس - ا -، ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة وغيرهم: "يعني طرق السماء".
وقال الضحاك - رحمه الله -: "فليصعدوا إلى السماء السابعة"".
يصعد إلى السماء السابعة، يمكن أن يرجع إلى قوله: يعني طرق السماء، والأسباب في اللغة جمع سبب، وهو كل شيء يتوصل به إلى غيره، يتوصل به إلى المطلوب، يقال له: سبب فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ فالطرق التي يصعد بها إلى السماوات، وإلى أبواب السماء يقال لها: أسباب، "ولو رام أسباب السماء بسلم"، فهذا يقال للطرق التي توصل إلى ذلك، وبعضهم يقول: المراد بالأسباب هنا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ يعني: في الكمالات، أسباب الكمال، وما إلى ذلك من الفضل ونحوه، وبعضهم يقول: فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ يعني: أسباب القوة إن كانوا يظنون أن ذلك يمنعهم، ولكن هذا كله فيه بُعد، وإنما المعنى المشهور الذي عليه جمهور المفسرين وهو المتبادر، فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ أسباب السماوات، وبعض أهل العلم يوضح ذلك أكثر، يقول: فإنهم إذا كانوا يملكون خزائن الله - تبارك وتعالى - فإن من شأن المالك أن يتفقد مملكته، فليرتقوا في الأسباب، وليصعدوا إلى الملأ الأعلى، ويتفقدوا ما لهم من الأملاك، والخزائن، لكنهم أعجز، وأضعف من ذلك كله.