يقول: "لأنه سمى التدبير قولًا؛ لأنه كلام النفس، وربما كان معه كلام باللسان" يُبَيِّتُونَ [النساء:108] التبييت ما يكون ليلًا، يدبِّرون ما لا يرضى من القول، قد يُبيتونه في أنفسهم، وقد يكون ذلك باعتبار ما يدور بينهم من الكلام، والنجوى التي يتواصون بها، ويتفقون عليها، من رمي البريء بالتهمة، أو الطلب من النبي ﷺ أن يحكم بغير الحق، مما صوروا له، وزوروه، ونحو ذلك.
يقول: "لأنه كلام النفس" الكلام هو مجموع اللفظ، والمعنى، مثل الإنسان مجموع الروح، والجسد، فالروح من غير جسد لا يُقال لها: إنسان، والجسد من غير روح يُقال له: جثة، فالكلام مجموع اللفظ، والمعنى، لكن إذا قيل بقيدٍ فيُقال: حديث النفس، ونحو ذلك، وإلا فإذا أُطلق القول، والكلام، والحديث فهو مجموع اللفظ، والمعنى، خلافًا للأشاعرة الذين يقولون: بأن الكلام، والقول، والحديث يكون باللسان، ويكون أيضًا فقط بالقلب، وهذا غير صحيح، لكنّ كلامه هنا يقول: "كلام النفس" وهو لا يتحدث هنا عن صفات الله، لكن نحن نبين أصل القضية، هل يُقال هذا في اللغة، أو لا؟