يقول تعالى: إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ [سورة النساء:133] هذه الآية عامة كما هو ظاهرها، وابن جرير - رحمه الله - يربط هذه الآية، وآيات بعدها بما سبق من الكلام عن قصة بني أبيرق، والتي فيها قوله تعالى: وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ [سورة النساء:113].
وهذه القصة جاءت فيها روايات كثيرة لا تخلو من ضعف، ومن أهل العلم من حسنها في الطعام، وفي الدرعين حيث سرقا، ثم حصل ما حصل بعد ذلك مما ذكرناه سابقاً، فابن جرير - رحمه الله - يرى أن هذا الخطاب موجه إلى هؤلاء، وأنها زجر، وردع لهم، ولمن شاكلهم من المنافقين، والأقرب - والله أعلم - حمل الآية على العموم، وهذا له نظائر في القرآن.