الأربعاء 16 / ذو القعدة / 1446 - 14 / مايو 2025
ٱلَّذِينَ يَتَّخِذُونَ ٱلْكَٰفِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلْعِزَّةَ فَإِنَّ ٱلْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"قال الله تعالى منكراً عليهم فيما سلكوه من موالاة الكافرين: أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ [سورة النساء:139] ثم أخبر تعالى بأن العزة كلها له وحده لا شريك له، ولمن جعلها له كما قال في الآية الأخرى: مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا [سورة فاطر:10] وقال تعالى: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ [سورة المنافقون:8] والمقصود من هذا التهييج على طلب العزة من جناب الله الإقبال على عبوديته، والانتظام في جملة عباده المؤمنين الذين لهم النصرة في الحياة الدنيا، ويوم يقوم الأشهاد".

قال تعالى: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ [سورة المنافقون:8] وقال قبل هذه الآية: هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ [سورة المنافقون:7] ففرق بعض أهل العلم بين العبارتين الخاتمتين لكل آية من الآيتين، فقال بعضهم: كون الخزائن بيد الله فهذا يحتاج إلى فقه، واعتبار، ونظر صحيح، وهذا لا يملكه أهل النفاق، بل ما أوقعهم في النفاق إلا الحرص الشديد، والتهالك على الأموال، والأولاد، وذلك أن نظر الواحد منهم لا يتجاوز أنفه، أما كون العزة لله، ورسوله، وكون المنافقين لا يعلمون فإن جيوش المسلمين تشرق وتغرب، والانتصارات ظاهرة، فهذا أمر يدركه كل أحد، فناسب أن يذكر العلم دون الفقه؛ لأن الفقه علم خاص يُحتاج إليه في الأمور الغير ظاهرة.