الأحد 18 / ذو الحجة / 1446 - 15 / يونيو 2025
إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُوا۟ وَأَصْلَحُوا۟ وَٱعْتَصَمُوا۟ بِٱللَّهِ وَأَخْلَصُوا۟ دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُو۟لَٰٓئِكَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ۖ وَسَوْفَ يُؤْتِ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"ثم أخبر تعالى أن من تاب منهم في الدنيا تاب عليه، وقَبِلَ ندمه إذا أخلص في توبته، وأصلح عمله، واعتصم بربه في جميع أمره فقال تعالى: إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ [سورة النساء:146] أي: بَدَّلوا الرياء بالإخلاص، فينفعهم العمل الصالح وإن قلَّ".

قوله تعالى: إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ أي: تابوا من النفاق، وأصلحوا أنفسهم، وأصلحوا ما أفسدوه بنفاقهم هذا؛ لأن من كان له فساد متعدٍ لا تكفي توبته بالندم، والإقلاع؛ بل لابد من إصلاح ما أفسد.
يقول تعالى: وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ الاعتصام أصل معناه التمسك، تقول: أعتصم بالشيء يعني تمسك به، وتعلق به، واعتصموا بالله يعني تمسكوا بعهده، وميثاقه الذي عهد في كتابه وما أشبه ذلك من العبارات، وقد ذكر هذا المعنى كبير المفسرين ابن جرير الطبري - رحمه الله -.
فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ [سورة النساء:146] أي: في زمرتهم يوم القيامة وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا [سورة النساء:146]".

مرات الإستماع: 0

"إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا [النساء:146] استثناءٌ من المنافقين، والتوبة هنا الإيمان الصادق في الظاهر، والباطن."

من تاب تاب الله عليه، بعض المنافقين تاب، وحسن إسلامه بعد ذلك، كما قال الله : إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً [التوبة:66].