"بُهْتَانًا عَظِيمًا [النساء:156] هو أن رموا مريم بالزنا مع رؤيتهم الآية في كلام عيسى في المهد."
وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا [النساء:156] البهتان هو الظلم، يُطلق على الكذب، يقول النبي ﷺ لمّا سُئل عن الغيبة: ذكرك أخاك بما يكره.
وحكم على ذلك المقول إن كان فيه: أرأيت إن كان في أخي ما أقول، قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته فهذا هو البهتان فهو أعظم الكذب.
ويُقال أيضًا على كل فعل مُستبشع يُتعاطى باليد، والرجل، ونحو ذلك من تناول ما لا يحل، والمشي إلى ما يقبُح وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ [الممتحنة:12] اختُلف في ما هو هذا البهتان؟
فبعضهم قال: أن تنسب إلى زوجها، ونفسها ولدًا لم تنجبه وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ [الممتحنة:12] تقول: أنها ولدته، ولم تلده، تضيف إليه ولد، يعني كأن يكون الزوج مسافرًا، وتدَّعي أنها حملت، وتدَّعي أنها ولدت، وتنسب ذلك إلى الزوج، وقد تبدل بنتًا بابن لغيرها عن طريق القابلة، أو غير ذلك، وتنسب هذا إلى الزوج، هذا من الإتيان ببهتان.