الثلاثاء 01 / ذو القعدة / 1446 - 29 / أبريل 2025
يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ۝ وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا ۝ يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا [سورة النساء:26-28]، يخبر - تعالى - أنه يريد أن يبين لكم أيها المؤمنون ما أحل لكم، وحرم عليكم مما تقدم ذكره في هذه السورة، وغيرها وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ، يعني طرائقهم الحميدة، واتباع شرائعه التي يحبها، ويرضاها، وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ أي: من الإثم، والمحارم، وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ أي: في شرعه، وقدَره، وأفعاله، وأقواله."

مرات الإستماع: 0

"يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ [النساء:26]، قال الزمخشري: أصله يُريد الله أن يُبيّن لكم، فزيدت اللام مؤكدةً لإرادة التبيين كما زيدت في لا أبا لك، وقال الكوفيون: اللام مصدرية مثل أن وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ أي: يهديكم مناهج من كان قبلكم من الأنبياء والصالحين لتقتدوا بهم."

فقوله - تبارك وتعالى -: يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ يُبيّن لكم ما أحل وما حرّم مما تقدّم ذكره في هذه السورة وغيرها كما قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله-[1] وهذه اللام لِيُبَيِّنَ لَكُمْ على ما ذكره المؤلف أنها للتوكيد؛ لأن زيادة المبنى لزيادة المعنى، وعلى قول الكوفيين أنها مصدرية مثل أن - يعني - تُصاغ وما بعدها بمصدر، يُريد الله البيان لكم وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ والمقصود بذلك: طرائق المتقدمين الحميدة، واتباع شرائعه التي يُحبُّها والسُنن جمع سُنّة، وهي الطريقة المسلوكة، والمنهاج المُتَّبع، يعني أن يسلك بكم سبيلهم."

  1. تفسير ابن كثير (2/267).