الخميس 03 / ذو القعدة / 1446 - 01 / مايو 2025
وَلَا تَتَمَنَّوْا۟ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِۦ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا ٱكْتَسَبُوا۟ ۖ وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٌ مِّمَّا ٱكْتَسَبْنَ ۚ وَسْـَٔلُوا۟ ٱللَّهَ مِن فَضْلِهِۦٓ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمًا

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

{وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [(32) سورة النساء].
روى الإمام أحمد عن أم سلمة -ا- قالت: يا رسول الله، يغزو الرجال ولا نغزو ولنا نصف الميراث، فأنزل: {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} ورواه الترمذي([1]).
قوله: {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} [(32) سورة النساء] يؤخذ من عموم اللفظ أن ذلك المنع يدخل فيه كل ألوان التمني التي لا يحصل بها المقصود والمطلوب، ولا ينتج بها وإنما تكون من قبيل الأماني الفارغة الضارة مما يقع بين الناس عموماً، وليس بين الرجال والنساء فقط، فيتمنى هذا أن يكون في عافية فلان، أو في سؤدده أو يكون له مثل مال فلان، أو نحو ذلك مما لا يوصله التمني فيه إلى المطلوب، وإنما كما قال الحافظ ابن القيم -رحمه الله- هي أماني البطَّالين، أي أنه لا يعمل عملاً منتجاً ولا يجدّ ولا يجتهد وإنما بضاعته الأماني، فالله قسم الأرزاق وقسم معها ما قسم مما يعطيه الله بعض خلقه من أمور كمحبة الناس أو ما أشبه ذلك مما يقسمه الله -تبارك وتعالى- بين الخلائق، فلا يشتغل الإنسان بالأماني، وهذا الذي ذكرته مأخوذ من عموم اللفظ، وإلا فإن الذي يدخل في الآية دخولاً أولياً هو تمني النساء مراتب الرجال؛ لأنه قال: {لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ} [(32) سورة النساء] فالآية في هذا، وقد يوجد العكس عند بعض من انتكست فطرته، أو يتمنى في بعض الجوانب على الأقل حال النساء كأن يميل إلى الكسل والدعة والضعف ويتمنى أن يكون مثل المرأة يُضمن له النفقة ولا يطالب بعمل، ويُنفِق عليه طرف آخر مثلاً، فالمقصود أن الغالب هو أن النساء يتمنين مراتب الرجال وأحوال الرجال في أي باب من الأبواب كأن تتمنى أن تكون لها القوامة أو لها الحرية كالرجل في الذهاب والمجيء وما إلى ذلك بحيث لا تحتاج إلى وصي ولا إلى ولي، وأن تسافر حيث شاءت ولا تسأل، وربما تتمنى أن تكون مثل الرجل في قضاء حاجاتها وأوطارها ولا تنتظر أحداً يذهب بها، وتتمنى أن تكون كالرجل فتعمل في الأعمال الفلانية التي يعمل بها الرجل، كذلك ربما تتمنى ذلك لأمر عند الله ترجوه من الثواب كأن تتمنى أن تكون رجلاً أو مثل الرجل لتحصل الأعمال الفاضلة كالجهاد في سبيل الله أو تحصيل الولايات أو ما إلى هذا مما يختص به الرجال، فهذا التمني لا يجدي شيئاً، ولن يغير من الحال لا قليلا ًولا كثيراً، فهو من الأماني الباطلة، والعاقل لا يشتغل بالأماني الباطلة وإنما يشتغل بالعمل المثمر الذي ينفعه في عاجل أمره أو في آجله، فالله فضل الرجل بقوة البدن مثلاً وبكمال العقل، وفضله بالقوامة، وفضله بأنه هو الذي يذهب ويكتسب وما إلى ذلك من الأمور التي تقتضيه طبيعة الرجل، وفضله في بعض القضايا الشرعية كحضور الجمع والجماعات وشهود الجهاد في سبيل الله -تبارك وتعالى- فإذا تمنت المرأة مثل هذه الأشياء وُجهت إلى الاشتغال بما ينفعها كما قال تعالى: {وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ} [(32) سورة النساء] والله تعالى أعلم.
وقوله تعالى: {لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ} [(32) سورة النساء] أي كلٌّ له جزاء على عمله بحسبه، إن خيراً فخير وإن شراً فشر، هذا قول ابن جرير، وقيل: المراد بذلك في الميراث، أي: كلٌّ يرث بحسبه.
إذا قلنا: إن المراد بذلك الميراث مثلاً فالمعنى أن المرأة تتمنى أن تكون مثل الرجل في الميراث لكن الآية لا تُخص بهذا؛ لأن المعنى أعم من ذلك، أي لا تتمنوا ما فضل به بعضكم على بعض في كلِّ شيء، وتمني المرأة أن تكون مساوية للرجل في الميراث هذا مثال وليس هو فحسب؛ لأن قوله تعالى: {لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ} [(32) سورة النساء] يعني من الأعمال، ثم إن سبب النزول يدل على هذا، وحديث أم سلمة -ا- لما سألت النبي ﷺ هذا السؤال نزل فيه آيات، وليس فقط هذه الآية، نزل فيه ثلاث آيات في ذكر النساء، وهذا مثال على السبب الواحد الذي يكون النازل فيه متعدداً، أي تنزل آيات متعددة لسبب واحد، فأم سلمة -ا- سألت النبي ﷺ: يا رسول الله يغزو الرجال ولا نغزو ولنا نصف الميراث؟ فأنزل الله: {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ} [(32) سورة النساء] فذكرت قضية الغزو مما يتعلق به الثواب، وذكرت الميراث مما لا يتعلق به الثواب وإنما هو شيء قسمه الله وحكم به، وقال: {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} [(32) سورة النساء] فيحمل على ذلك جميعاً وسبب النزول يدل عليه، والمقصود أن سبب النزول هنا يدل على التعميم مع أن الغالب أن سبب النزول يتعلق بجزئية معينة، ونقول عندها: العبرة بعموم اللفظ والمعنى لا بخصوص السبب، وهنا سبب نزول يؤخذ منه أن القضية أعم من هذا.
فقوله: {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضََكُمْ عَلَى بَعْضٍ} [(32) سورة النساء] أي مما حكم الله به من أمور تختص بالرجل كالميراث أو قضايا أخرى كحضور الجمع والجماعات والجهاد والولايات وما أشبه هذا أو أمور جِبلِّيَّة مثل قوة الخلقة وكمال العقل مما يعرف بالتفضيل الوهبي، فتفضيل الرجل يكون وهبياً ويكون كسبياً، والمقصود بالتفضيل الوهبي أي الذي لا يد له فيه، ككمال العقل وكمال وقوة البدن، والتفضيل الكسبي هذا أمر آخر، فالرجل فُضِّل بهذا وفضل بهذا، فعنده من القدر والإمكانات ما ليس عند المرأة، فهي منهية أن تتمنى مثل هذا، فالرجال لهم نصيب مما اكتسبوا سواء كان ذلك من الميراث أو كان ذلك من العمل الذي يعملونه ويتقربون به إلى الله ويحصلون ثوابه، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً كما قال سبحانه: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [(97) سورة النحل] وقال تعالى: {أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ} [(195) سورة آل عمران].
ثم أرشدهم إلى ما يصلحهم فقال: {وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ} [(32) سورة النساء] أي: لا تتمنوا ما فضل به بعضكم على بعض فإن هذا أمر محتوم، والتمني لا يجدي شيئًا، ولكن سلوني من فضلي أعطكم؛ فإني كريم وهاب.
يعني لو أن المرأة صرفت ذهنها بدلاً من أن تتمنى الأماني الفارغة إلى سؤال الله من فضله فقد يهبها من الفضائل ما لا يحصل لكثير من الرجال، وذلك أنك إذا نظرت في حال بعض النساء تجدها أفضل من كثير من الرجال في قربها إلى الله وانتفاعها بالقرآن، وانتفاعها بالعلم، وفي بذلها بل حتى في رأيها وسداد قولها وحكمها، كما يحصل لها من التفضيل على الرجل في أمور مما يتعلق بالمكاسب، وما يحصل لها من المال، وما يحصل لها من أمور كثيرة لا تخفى، فالله هو الوهاب، وحينما يقال: إن الرجال أكمل من النساء وإن الرجال أفضل من حيث ما يقومون به من الأعمال فهذا في الجنس ولا يمنع هذا من أن يوجد بعض الأفراد ممن تكون امرأته أفضل منه وأسد رأياً، وهي التي تدبره بل هو معها كالطفل، وربما كان هذا كثيراً في هذا العصر حيث صار كثير من الرجال تبعاً لنسائهم، فهي التي تقرر وهي التي تخطط وهي التي تنفق أحياناً، وهو ليس عليه إلا شيء واحد وربما يغلب حتى في هذا.
ثم قال: {إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [(32) سورة النساء] أي هو عليم بمن يستحق الدنيا فيعطيه منها، وبمن يستحق الفقر فيفقره، وعليم بمن يستحق الآخرة فيقيضه لأعمالها, وبمن يستحق الخذلان فيخذله عن تعاطي الخير وأسبابه؛ ولهذا قال: {إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [(32) سورة النساء].
قوله: {إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} ليس فقط في من يستحق الغنى والفقر، بل القضية المناسبة هنا في الآية أنه يعلم ما يصلح الرجل وما يصلح المرأة، وما يصلح للرجل، وما يصلح للمرأة، فحينما قسم هذه الأشياء الوهبية أو التي تكون من قبيل العمل المشروع أو نحو ذلك فإن الله -تبارك وتعالى- قسمه وحكم به وأعطاه عن علم تام بما يصلح هذا وهذا، والواقع يشهد على ذلك، والناس لما وصلوا إلى المدى الأقصى في هذا العصر في إخراج المرأة وجعلها تعمل في كل مجال من المجالات أصبحوا الآن يدركون أنهم قد أخطئوا وأن المرأة لا تصلح لكثير من هذا، وأن مقر المرأة ومكانها بيتها، ولكن الناس إذا دخلوا في طريق واسترسلوا واستمرءوا فيه، قد يصعب عليهم الرجوع، فيصبح الناس من طبيعة نظام حياتهم وتكوينهم وأنماط سلوكهم أن المرأة تخرج، ولو أنه أريد لها أن ترجع مرة ثانية لحصل لهم بسبب ذلك خلل كبير؛ لأن نفوسهم قد تروضت عليه، وساروا في طريق لا يستطيعون الرجوع منه.
الشيخ أحمد شاكر في مصر كتب كتابات قال فيها: لن يصلح أمر المرأة إلا بإرجاعها إلى بيتها لكنها كلمة تتلاشى, وهي كلمة حق ولا شك لكن الناس إذا ساروا في طريق فإنه يصعب رجوعهم، فتجد الرجل لا يستطيع أن يسيطر على بيته فيذهب لأشياء هو غير مقتنع بها كأن تواصل المرأة دراستها الثانوية والجامعة، وربما ما بعد الجامعة ثم تتوظف؛ لأن المجتمع يسير هكذا، فإذا أبقاها شعرت بأنها دون الآخرين وأنها محرومة، وأن الناس ينظرون إليها بنظر آخر، فتجد الناس يتجهون بهذا الاتجاه ولو كان يخالف قناعاتهم، ثم تأتي أجيال ترى أن هذا هو الوضع الطبيعي ولا قوامة للعيش إلا به، ومن ثم يكون الرجوع من أصعب الأشياء، بل ربما عده كثير منهم من قبيل المستحيلات، لذلك كان الدفع أسهل من الرفع وسد الأبواب لطرد الشر هو الواجب وهو المطلوب قبل أن يدخل الناس فيما لا يستطيعون الرجوع منه بعد ذلك.


[1] - أخرجه الترمذي في كتاب تفسير القرآن عن رسول الله ﷺ – باب تفسير سورة النساء (3022) (ج 5 / ص 237) وأحمد (26779) (ج 6 / ص 322) وقال الألباني: صحيح الإسناد، انظر كتاب صحيح الترمذي حديث رقم (3022 ).
 

مرات الإستماع: 0

"وَلا تَتَمَنَّوْا [النساء:32] الآية، سببها أن النساء قلن: ليتنا استوينا مع الرجال في الميراث، وشاركناهم في الغزو، فنزلت نهيًا عن ذلك؛ لأن في تمنيهم ردًّا على حكم الشريعة، فيدخل في النهي تمنّي مخالفة الأحكام الشرعية كلها."

قوله - تبارك وتعالى -: وَلا تَتَمَنَّوْا يقول: سببها أن النساء قلن: ليتنا استوينا مع الرجال، جاء عن ابن عباس - ا -: "قالت امرأةٌ: يا نبي الله للذكر مثل حظ الأنثيين، وشهادة امرأتين برجلٍ، أفنحن في العمل هكذا؟ - يعني على النص في الأجر والثواب؟ إن عملت المرأة حسنة كُتبت لها نصف حسنة؟ - فأنزل الله: وَلا تَتَمَنَّوْا"[1] وهذا أخرجه ابن أبي حاتم وصححه الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله -.

وجاء من حديث أم سلمة أيضًا - ا - قالت: يغزو الرجال، ولا تغزو النساء، وإنما لنا نصف الميراث، فأنزل الله - تبارك وتعالى -: وَلا تَتَمَنَّوْا الآية"[2] فيحتمل أن يكون السائلة واحدة أبهمها ابن عباس - ا - ويكون في سؤالها أجزاء لم تُذكر في الرواية الأولى، يحتمل أنها سألت عن هذا وهذا.

ويحتمل أن ذلك وقع من امرأتين وتكون الآية نازلة بعدهما إذا كان ذلك في وقتٍ متقارب، وإذا كان الوقت متباعدًا لا مانع من أن تكون الآية نزلت مرتين - والله أعلم -.

هذا ما يتعلق بسبب النزول ووجه الجمع بين هذه الروايات.

يقول: لأن في تمنيهم ردًّا على حكم الشريعة، فيدخل في النهي تمنّي مخالفة الأحكام الشرعية كلها.

يعني كالجهاد، والعلم، والعمل، بل المال، والولد، وسائر أمور الدنيا والدين وَلا تَتَمَنَّوْا فهذا عام، فيدخل فيه تمنّي النساء ما أُعطي الرجال، ويدخل فيه أيضًا تمنّي الرجل أيضًا بعض ما أُعطيت المرأة، ويدخل فيه أيضًا العموم تمنّي الناس ما عند غيرهم، لكن سياق الآية يدل - والله تعالى أعلم - على أن ذلك بين النساء، والرجال، وإذا كان هذا بمجرد التمنّي فكيف - كما قال بعض أهل العلم - بمن يحكم بالتسوية بين حقوق المرأة والرجل، أو يعترض على تمييز الرجل عن المرأة ببعض الأحكام، ويقولون: هذا مجتمع ذكوري، وهكذا بعض العبارات الساقطة التي يلوكها بعضهم، فهذا شرع الله - تبارك وتعالى - وهو مبني على كمال العدل.

"لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا [النساء:32] الآية، أي من الأجر، والحسنات."

وكذلك أيضًا السيئات، الحسنات والسيئات كما قال ابن جرير[3] والحافظ ابن كثير[4] - رحم الله الجميع -.

"لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا [النساء:32] الآية، أي من الأجر والحسنات، وقيل: من الميراث، ويردّه لفظ الاكتساب."

لأن الميراث هو انتقال المال بصورة، أو بصفة جبرية لا يد للإنسان فيها إطلاقًا، حتى مجرد الرضا، والإقرار، والموافقة غير معتبر، الهبة، والعطية، والهدية تتوقف على القبول؛ لئلا يلحقه بذلك منّة، فلا يصير ذلك في جملة أملاكه إلا إذا حصل منها القبول لها، أما الميراث فهو انتقال جبري من غير توقّف على قبوله ورضاه، لكن له بعد ذلك أن يتبرع به، أن يهب هذا الميراث أو غير ذلك لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا من الأجر، والحسنات، والسيئات، ونحو ذلك.

  1. أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (3/935)، برقم (5223)، وابن كثير في تفسيره (2/286)، والسيوطي في الدر المنثور في التفسير بالمأثور (2/507).
  2. أخرجه الترمذي، أبواب تفسير القرآن عن رسول الله ﷺ باب ومن سورة النساء، برقم (3022)، وقال: "هذا حديث مرسل" والحاكم في المستدرك، برقم (3195)، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين إن كان سمع مجاهد من أم سلمة"، وأحمد في المسند، برقم (26736)، وقال محققوه: "إسناده ضعيف، فيه انقطاع بين مجاهد وأم سلمة، كما هو ظاهر الإسناد، وقد نص على ذلك الترمذي".
  3. نقله عنه الحافظ ابن كثير - رحمه الله -. انظر: تفسير ابن كثير (2/287).
  4. المصدر السابق.