وروى البخاري عن عبد الله بن مسعود قال: قال لي رسول الله ﷺ اقرأ عليَّ قلت: يا رسول الله، أأقرأ عليك، وعليك أُنزلَ؟ قال: نعم، إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا [سورة النساء:41] قال: حسبك الآن فإذا عيناه تَذْرِفَان[1]."
الإشارة هنا بقوله: وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا [سورة النساء:41] هل المراد بهم كفار قريش كما قاله بعض أهل العلم، ولهذا قال بعده: يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ [سورة النساء:42]، أو أن المراد به الأمة؟
قولان معروفان للسلف ، والثاني هو الأقرب بدلالة قوله - تبارك، وتعالى - قبله: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ [سورة النساء:41] ليكون قوله: وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا أي شهيداً على هذه الأمة، وهي أمة محمد ﷺ، والمقصود بها أمة الدعوة فيدخل فيها كل من بُعث إليهم النبي ﷺ ممن أجابوه، وممن لم يجيبوه.
- أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن - باب قول المقرئ للقارئ حسبك (4763) (ج 4 / ص 1925)، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين، وقصرها – باب فضل استماع القرآن، وطلب القراءة من حافظ للاستماع، والبكاء عند القراءة، والتدبر (800) (ج 1 / ص 551)، واللفظ للبخاري.