الأربعاء 09 / ذو القعدة / 1446 - 07 / مايو 2025
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بِـَٔايَٰتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَٰهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا۟ ٱلْعَذَابَ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ۝ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً  [سورة النساء:56-57].
يخبر تعالى عما يعاقب به في نار جهنم من كفر بآياته، وصدَّ عن رسله فقال: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا الآية [سورة النساء:56] أي ندخلهم ناراً دخولا يحيط بجميع أجرامهم، وأجزائهم."

قوله تعالى: نُصْلِيهِمْ نَارًا تدل على الإدخال، وتدل على الاحتراق، تقول: صليته بالنار يعني أنه مسَّه حرُّها، ولهيبها، وكذلك تدل على الدخول كما في قوله تعالى: لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى [سورة الليل:15] يعني لا يدخلها، والمعنيان متلازمان، وذلك أن من دخلها احترق، وقاسى حرها.
"ثم أخبر عن دوام عقوبتهم، ونكالهم فقال: كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ [سورة النساء:56] قال الأعمش عن ابن عمر - ا -: إذا احترقت جلودهم بدلوا جلوداً غيرها بيضاء أمثال القراطيس، رواه ابن أبي حاتم.
وروى ابن أبي حاتم عن الحسن قوله: كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ الآية [سورة النساء:56] قال: تنضجهم في اليوم سبعين ألف مرة، قال حسين:، وزاد فيه فضيل عن هشام عن الحسن: كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ كلما أنضجتهم، فأكلت لحومهم قيل لهم: عودوا فعادوا."

هذه الآية فيها كلام معروف للذين يتكلمون عن الإعجاز العلمي للقرآن فإنهم يقولون: إن العلم الحديث اكتشف أن مركز الإحساس في الجلد، وهذا معنىً صحيح، وهو شيء يدركه الإنسان، وهو مدرك قديماً لكن فلسفته العلمية لعلها عرفت بشكل ظاهر في هذا العصر، والإنسان يجد أنه إذا ذهب الجلد ذهب الإحساس، فهذا من الأمثلة الصحيحة على أن التفسير العلمي لا إشكال فيه.

مرات الإستماع: 0

"كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ [النساء:56] الآية قيل: تبدل لهم جلود بعد جلود أخرى، إذ نفوسهم هي المعذبة، وقيل: تبديل الجلود تغيير صفاتها بالنار، وقيل: الجلود السرابيل، وهو بعيد".

القول الأول الذي ذكره: "كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ قيل: تبدل لهم جلود بعد جلود أخرى، إذ نفوسهم هي المعذبة" فهذا باعتبار أن موضع الإحساس بالجلد، وإذا احترقت هذه الجلود، بدلت من جديد.

يقول: "وقيل: الجلود السرابيل" يعني سرابيلهم من قطران، لكن هذا بعيد كما قال المؤلف - رحمه الله -.