يخبر تعالى عما يعاقب به في نار جهنم من كفر بآياته، وصدَّ عن رسله فقال: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا الآية [سورة النساء:56] أي ندخلهم ناراً دخولا يحيط بجميع أجرامهم، وأجزائهم."
قوله تعالى: نُصْلِيهِمْ نَارًا تدل على الإدخال، وتدل على الاحتراق، تقول: صليته بالنار يعني أنه مسَّه حرُّها، ولهيبها، وكذلك تدل على الدخول كما في قوله تعالى: لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى [سورة الليل:15] يعني لا يدخلها، والمعنيان متلازمان، وذلك أن من دخلها احترق، وقاسى حرها.
وروى ابن أبي حاتم عن الحسن قوله: كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ الآية [سورة النساء:56] قال: تنضجهم في اليوم سبعين ألف مرة، قال حسين:، وزاد فيه فضيل عن هشام عن الحسن: كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ كلما أنضجتهم، فأكلت لحومهم قيل لهم: عودوا فعادوا."
هذه الآية فيها كلام معروف للذين يتكلمون عن الإعجاز العلمي للقرآن فإنهم يقولون: إن العلم الحديث اكتشف أن مركز الإحساس في الجلد، وهذا معنىً صحيح، وهو شيء يدركه الإنسان، وهو مدرك قديماً لكن فلسفته العلمية لعلها عرفت بشكل ظاهر في هذا العصر، والإنسان يجد أنه إذا ذهب الجلد ذهب الإحساس، فهذا من الأمثلة الصحيحة على أن التفسير العلمي لا إشكال فيه.