السبت 12 / ذو القعدة / 1446 - 10 / مايو 2025
وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ ٱلْأَمْنِ أَوِ ٱلْخَوْفِ أَذَاعُوا۟ بِهِۦ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰٓ أُو۟لِى ٱلْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسْتَنۢبِطُونَهُۥ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُۥ لَٱتَّبَعْتُمُ ٱلشَّيْطَٰنَ إِلَّا قَلِيلًا

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"وقوله: وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ [سورة النساء:83] إنكار على من يبادر إلى الأمور قبل تحققها، فيخبر بها، ويفشيها، وينشرها، وقد لا يكون لها صحة."

قوله: وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ [سورة النساء:83] يعني إذا سمعوا بانتصار المسلمين، أو بغنيمة، أو بشيء يفرح أذاعوا به، ونشروه، وإذا سمعوا بشيء مكروه كهزيمة وقعت، أو مقتلة، وقعت في أصحاب النبي ﷺ،  أو نحو هذا أذاعوا مع أن هذا الأمر قد لا يكون له أساس من الصحة، وقد تكون المعلومات التي فيه غير دقيقة، وقد يكون ذلك صحيحاً لكنه لا يحسن إفشاؤه في الناس كأن تقتضي المصلحة أن لا يذكر، أو أن لا يذكر في هذه المرحلة على الأقل؛ لأن مثل هذه القضايا إذا ظهرت، وصار يتحدث بها كل أحد، ويفشيها كل أحد فإن أمور الأمة تبقى في اضطراب، وفوضى، والمطلوب أن يُرجع في ذلك إلى من يقدر المصالح، ويستطيع أن يتحقق من هذه الأمور، ويعرف خلفيتها، ووجهها، ثم بعد ذلك يتكلم بما يصلح أن يتكلم به، ومعلوم أنه ليس كل ما يعلم يقال أصلاً، فهناك أمور لا حاجة إلى ذكرها، وإفشائها في الناس، وإشغالهم بها، ومن الأمور ما يكون كسراً لقلوبهم، وإضعافاً لعزائمهم، فلا يعان الشيطان عليهم.
"وقد روى مسلم في مقدمة صحيحه عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع، وكذا رواه أبو داود في كتاب الأدب من سنة[1].
وفي الصحيحين عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله ﷺ نهى عن قيل، وقال[2] أي الذي يكثر من الحديث عما يقول الناس من غير تثبت، ولا تدبر، ولا تبين.
وفي الصحيح: من حدث بحديث، وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين[3]
ولنذكر هاهنا حديث عمر بن الخطاب المتفق على صحته حين بلغه أن رسول الله ﷺ طلق نساءه، فجاء من منزله حتى دخل المسجد فوجد الناس يقولون ذلك فلم يصبر حتى استأذن على النبي ﷺ،  فاستفهمه: أطلقت نساءك؟ فقال: لا فقلت: الله أكبر، وذكر الحديث بطوله[4].
وعند مسلم فقلت: أطلقتهن؟ فقال: لا، فقمت على باب المسجد، فناديت بأعلى صوتي: لم يطلق رسول الله ﷺ نساءه، ونزلت هذه الآية: وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ [سورة النساء:83]، فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر[5]"

ما ذكره من سبب نزول هذه الآية: وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ [سورة النساء:83] يدل على أن ذلك التصرف لا يختص بالمنافقين حيث كان يفعله أهل النفاق، وقد يقع فيه غيرهم ممن لم تتهذب نفسه، وتتروض، ومن أمثلة ذلك هذا الحدث حيث جلس الناس يبكون في المسجد، ويقولون: طلق رسول الله ﷺ نساءه، فجاء عمر يسألهم: أحضرت الروم؟ وذلك أنهم كانوا قبل ذلك يتوقعون مجيء الروم؛ حيث ذهب بعض المنافقين إلى بلاد الشام يستعينون بالروم للمجيء إلى المدينة لمحاربة النبي ﷺ، وبقية إخوانهم بنوا مسجد الضرار في الناحية الشمالية من المدينة - عند مدخلها -، وكانوا ينتظرون قدوم الروم من أجل أن يفتحوا لهم الطريق، ويدلوهم على موقع النبي ﷺ، وأصحابه، والمقصود أن هؤلاء المسلمين جلسوا في المسجد يبكون، ويسارعون في تلقي الأخبار، ونشرها حول ما إذا كان النبي ﷺ قد طلق نساءه، وكان هذا تصرفاً غير صحيح.
ومثل ذلك ما وقع في قصة الإفك حيث قال تعالى عنهم: إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ [سورة النــور:15] فقد كان هذا الأمر يقع على ألسن الصحابة قبل أن يقع على أسماعهم، وذلك من شدة مسارعتهم لنقله، وإفشائه، وهكذا يكون سماع  الإنسان الذي يريد النشر، وهذا خطأ، فالإنسان ينبغي عليه ألا يسارع في نشر الكلام قبل أن يتحقق من صحته، وقبل النظر هل يجوز له نشره، أم لا؟ وهل المصلحة تقتضي نشره أم لا؟ ولو كان ذلك بدافع الغيرة، وخاصة ما يتعلق بتفصيلات تمرض القلوب مما يتعلق بآفات، وفواحش؛ لأن ذلك يؤدي إلى موت الغيرة في النفوس، وذهاب ما فيها من الحساسية تجاه المنكر، فيصير مألوفاً، وتجترئ عليه كثير من النفوس، وتذهب هيبته، إلى غير ذلك من المفاسد التي لا يحصيها إلا الله ، ولهذا ذم الله تعالى الذين وقعوا في شيء من ذلك.
"ومعنى قوله: يَسْتَنبِطُونَهُ [سورة النساء:83] أي: يستخرجونه، ويستعملونه من معادنه، ويقال: استنبط الرجل العين إذا حفرها، واستخرجها من قعورها.
وقوله: لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً [سورة النساء:83] قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس - ا -: يعني المؤمنين."

في قوله تعالى: إِلاَّ قَلِيلاً يقول ابن عباس - ا -: "يعني المؤمنين"، وهو كقوله تعالى: وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ [سورة الأعراف:17]، وكقوله: إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ [سورة الحجر:40]، وكقوله: إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ [سورة سبأ:20]، وهذا وجه متبادر، وظاهر في معنى الآية، - والله تعالى أعلم -.
وتحتمل معنىً قريباً منه أيضاً، وهو أن يقال: ولولا فضل الله عليكم، ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا اتباعاً قليلاًً منكم، يعني اتبعتموه في غالب الأمور إلا ما قل سواء في باب نشر الأخبار، أو في غيرها، أي إما أن يكون إلا قليلاً من الأفراد الذين يسلمون من ذلك ممن يسلمه الله ، وإما أن يكون لاتبعتم الشيطان إلا في قليل من المفردات، يعني اتبعتموه في عامة أحوالكم إلا ما قل.
ويمكن أن تكون القلة هنا بمعنى العدم، فالعرب يعبرون عن العدم أحياناً بالقلة كما قلنا في قوله تعالى: وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا [سورة الأحزاب:18] أي لا يأتون البأس أصلاً - على أحد الاحتمالات في معناها -، ويحتمل أن يكون قوله: لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً [سورة النساء:83] يعني إلا قليلاً منهم لم يُذِع الخبر، وهذا الأخير، وإن قال به بعض الأئمة إلا أنه بعيد، - والله تعالى أعلم -.
  1. أخرجه مسلم في مقدمة كتابه الصحيح - باب النهي عن الحديث بكل ما سمع (5) (ج 1 / ص 10).
  2. أخرجه البخاري في كتاب الرقاق - باب ما يكره من قيل، وقال (6108) (ج 5 / ص 2375)، ومسلم في كتاب الأقضية -  باب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة، والنهي عن منع، وهات، وهو الامتناع من أداء حق لزمه أو طلب ما لا يستحقه.
  3. أخرجه مسلم في مقدمة كتابه الصحيح - باب، وجوب الرواية عن الثقات، وترك الكذابين، والتحذير من الكذب على رسول الله ﷺ (ج 1 / ص 7).
  4. أخرجه البخاري في كتاب العلم - باب التناوب في العلم (89) (ج 1 / ص 46)، ومسلم في كتاب الطلاق -  باب في الإيلاء، واعتزال النساء، وتخييرهن، وقوله تعالى: وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ [سورة التحريم:4] (1479) (ج 2 / ص 1105).
  5. أخرجه مسلم في كتاب الطلاق - باب في الإيلاء، واعتزال النساء، وتخييرهن، وقوله تعالى: وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ [سورة التحريم:4] (1479) (ج 2 / ص 1105).

مرات الإستماع: 0

"وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ [النساء:83] قيل: هم المنافقون، وقيل: قومٌ من ضعفاء المسلمين، كانوا إذا بلغهم خبرٌ عن السرايا، والجيوش، أو غير ذلك أَذَاعُوا بِهِ [النساء:83] أي تكلموا به، وشهروه قبل أن يعلموا صحته، وكان في إذاعتهم له مفسدةٌ على المسلمين مع ما في ذلك من العجلة، وقلة التثبت، فأنكر الله ذلك عليهم."

هنا القول بأن هؤلاء منافقون هذا مقتضى السياق، السياق في المنافقين، وهذا الذي نسبه ابن عطية - رحمه الله - إلى الجمهور: أنه قول المنافقين[1] إِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ [النساء:83] لكن مثل هذا أيضًا يصدر عن ضعفاء الإيمان، ويكون ذلك من صفات المنافقين؛ لأن السياق جاء فيه، ويفعلون ذلك من باب الإرجاف، والإفساد، ولكن قد يصدر من بعض ضعفاء المؤمنين من باب السبق للتوصل إلى معرفة الخبر، ونشر ذلك، ولو لم يكن له ثبوت، أو حقيقة، أو ولو كان ثابتًا لكنه يؤدي إلى مفاسد عظيمة، فهم لا يعقلون ذلك، وإنما مقصودهم الإذاعة، والنشر، هذا يقع أيضًا من ضعفاء الإيمان وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ [النساء:83] من الأمن: يدخل فيه الأخبار السارة، والمحببة إلى النفوس من قهر العدو، وخذلانه، أو ما وقع له من البلايا، والنكبات، أو من رجوعه عن قتال المسلمين، أو كان ذلك في أمورٍ تكون صلاحًا للناس، وخيرًا يؤملونه، ونحو هذا إِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ [النساء:83] أشياء مطلوبة، ومحبوبة أذاعوها، ولكن قد لا يكون لها أساس، شائعات لا حقيقة لها، وقد يكون لها أساس فتُصرف عنهم، وتُحجب بسبب ذيوعها، وانتشارها قبل إقرارها، فيكون هذا الانتشار مفسدًا عليهم، وعلى غيرهم، وقد يكون ذلك سببًا للفت أنظارٍ لا تريد بهم خيرًا فيُحجب عنهم ذلك.

وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ [النساء:83] الخوف كمسير العدو إليهم، تربصه بهم، أو ما عند العدو من عتادٍ، وسلاحٍ قد يكون من المبالغ فيه، أو كان ذلك في أمورٍ تتعلق بمعايشهم، أو تتعلق بأبدانهم، أو أموالهم، أو أولادهم، أو غير ذلك أَذَاعُوا بِهِ [النساء:83] يعني أمر غير محبوب، فيذيعون به، قد لا يكون له حقيقة، وقد يكون له حقيقة لكن لا يحسُن نشره، وإذاعته، فيحصل بسبب ذلك من الإرجاف بالناس، والتخذيل، وكسر القلوب، والوهن ما الله به عليم، كما أن تلك الأخبار من الأمن قد يكون سببًا للإيقاع بهم، والحرمان، أو الهزيمة، أو غير ذلك، فهذا مثلًا الأحمق الأخرق الذي يتحدث مثلًا عن الخطط العسكرية في وقت نشوب الحرب، يقول: نحن سنتقدم إلى كذا، وسنتقدم إلى كذا، وسنتقدم إلى كذا، وصلته أخبار، عرف بطريقة، أو بأخرى، فأذاع هذا الجندي هذه الأخبار، ونشر ما ينونه، ويعزمون عليه، فالعدو احتاط لهذا، ووضع لهم الكمائن، واحترز، فلم يحصل لهم شيءٌ من ذلك بسبب هذا.

وهذا كما ترون الآن في هذه الحروب الواقعة في الشام، وغيرها، كل معه جهاز المحمول، جهاز الجوال، ويسجل ما يشاء، ويرسل لمن شاء، والعدو يتلقف، ويخبرونه عن مقصودهم، ونيتهم، وخططهم العسكرية، ويفشونها، وأنت تسمع أحيانًا لا تدري هذا أحمق، أو مجنون، أو أهبل، أو يقصد الإيقاع بهم، والإساءة إليهم، هذا عقله، وقدره من الفهم - الله المستعان - مثل هذا يحتاج إنه يُربَّط، ويُؤخذ ما معه، تؤخذ الأجهزة التي مع هؤلاء، ولا يُتركون يتكلمون بهذه الطريقة، والعدو يتتبع ذلك، ثم يكون رده قاسيًا، فلا يكون.

وهكذا في تسريب أخبار أسلحة، قد تصلهم، أو نحو ذلك مما يسبب حرجًا لمن أعطاهم، أو العدو يحتاط لهذه الأسلحة، أو غير ذلك من الأمور وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ [النساء:83] مثل الأمن يكون جاءهم أسلحة نوعية، أسلحة كذا، يقولون: وصلنا من فلان، أو من الجهة الفلانية، أو الدولة الفلانية، السلاح الفلاني، وصلنا كذا، وصلنا كذا كأنه ينادي عليهم، ويشنِّع بهم، ويشهِّر بهم، فيتلقون درسًا بأن مثل هؤلاء لا يُعطون، فأصبح الكل يتكلم الآن، والكل ينشر، والآن التلفيق في الأخبار تعرفون، والتلفيق في الصور، والتلفيق في المقاطع، هذا أمر مُشاهد، وموجود، فلا تثق بصورة، ولا تثق بشيء، وقد يكون الخبر في حدثٍ آخر، ونأتي، ونذيع هذه الأخبار وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ [النساء:83] وإلى الله المشتكى.

أَذَاعُوا بِهِ [النساء:83] الإذاعة هي الإفشاء، والتفريط أَذَاعُوا بِهِ [النساء:83] تكلموا به، وشهروه، منه سُميت الإذاعة إذاعة؛ لأنها تنشر.

"قوله - تعالى -: وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء:83] أي: لو ترك هؤلاء القوم الكلام بذلك الأمر الذي بلغهم، وردوه إلى رسول الله ﷺ وإلى أولي الأمر، وهم كبراء الصحابة، وأهل البصائر منهم، لعلمه القوم الذين يستنبطونه أي يستخرجونه من الرسول، وأولي الأمر، فالذين يستنبطونه على هذا طائفة من المسلمين يسألون عنه الرسول ﷺ وأولي الأمر.

قوله هنا: وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء:83] يقول: وإلى أولي الأمر، وهم كبراء الصحابة، وأهل البصائر منهم لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء:83] قال طائفة من السلف كقتادة، وابن جريج، والحسن: هم العلماء[2] وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ [النساء:83] وكأنه يدخل فيه ما هو أهم من ذلك وَلَوْ رَدُّوهُ [النساء:83] هذا الخبر إِلَى الرَّسُولِ [النساء:83] في حياته وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ [النساء:83] كبرائهم من كبار الصحابة ويُقال بعد النبي ﷺ أنه يدخل في ذلك أمرائهم - أمراء الحرب مثلًا - أو أمرائهم على سبيل الإطلاق، وكبرائهم، وأهل الرأي فيهم، بحيث لا يسارع هذا الإنسان في نشر هذا الخبر، وإذاعته؛ فيحصل بسبب ذلك مفاسد، وقد لا يكون له حقيقة، فيأتي إلى هؤلاء، ويقول: بلغني كذا، وكذا، بلغني عن العدو أنه يعزم المسير مثلًا إلى بلاد المسلمين، أن العدو قد اقترب من بلادهم، أن العدو يتربص بهم في كذا، أن العدو له عيون بينهم، فلا يذيع هذا في رسالة ينشرها بين الناس، وإنما يذكر هذا لمن يعالج هذه القضية، ويتعرف على حقيقة ما ذُكر، ويستطيع أن يتوصل إليه، ويتثبت منه، ثم يتخذ الإجراء المناسب دون أن يكون هذا إشاعة إلى من يصلح، ومن لا يصلح، ومن يحسن، ومن لا يحسن، ومن يفهم، ومن لا يفهم، ومن يستطيع أن يتعامل مع ذلك، ومن لا يستطيع، بخلاف ما هو شائع الآن كل شيءٍ يُنشر، وتجد الكثيرين يبحث عن شيءٍ يسبق الناس إليه، فيكون أول من نشره، هذا لا يصح، ولا يكون، وكثير من الأخبار لو نظرت فيها، وما يريد هذا الناشر أن يصل إليه، ماذا يريد؟ أن يتوصل إلى ماذا في هذا الخبر؟ فت الأعضاد، نشر البلبلة بين الناس، تخويف الناس، أن يكون طليعةً للعدو، يجعل نفوس الناس منكسرة، فيجتاحهم عدوهم، أصابهم هزيمة نفسية قبل أن يصل إليهم العدو، فنشر هذه الأخبار، نشر هذه الشائعات، ما الهدف حينما توصلها إلى الناس؟!

وتجد هذا في أعمال، وممارسات بعض الإعلاميين ما يسمونه بالسبق الصحفي، هذا كثير، وإذا كشَّر العدو عن أنيابه تجد بالرسومات، والتوضيح، وإلى آخره ينشرون ما يريد العدو، كم يملك من ناقلات الطائرات، حاملات الطائرات، وكم يملك من الصواريخ عابرات القارات، وكم يملك من المدمرات، وكم يملك من الطائرات بأنواعها، وكم يملك من القاذفات، والدبابات، وغير ذلك، ثم يأتون بالضحية، وكم يملك من عتادٍ ضعيف هزيل لا يُقارن أبدًا بحالٍ من الأحوال مع ذاك المستأسد الذي قد ملك في نظر هؤلاء أسباب القوة، والتمكين، فالهزيمة الساحقة تنتظر هؤلاء الضعفاء، والنصر يكون حليفًا لأولئك الأعداء، هي هكذا، فيُنشر هذا قبل الحرب بشهور، وتكون النفوس قد تهيأت للهزيمة، وتنتظر لحظة السحق، وليس بهم حراك، هذا ما يفعله من يعقل اللهم إلا إذا كان يدًا للعدو، ولسانًا ينطق بما يريد، وإلا فما المصلحة من نشر هذه الأشياء - والله المستعان - هذا تجده في الحروب واضحًا. 

يقول: لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ [النساء:83] قال: أي يستخرجونه، يستخرجونه من الرسول، وأولي الأمر.

يعني ليس المقصود يستخرجونه من النبي ﷺ وإنما يستخرجونه؛ من هم هؤلاء الذين يستخرجونه؟ النبي ﷺ وأولي الأمر، وهذا مأخوذ من النبط، وهو الماء يُخرج من البئر أول ما تُحفر، يستنبطون، الاستنباط، ولا يُقال: الاستنباط إلا لما كان من غور، ولا يكون ذلك للأشياء الظاهرة، والأشياء التي يفهمها كل أحد، وإنما تحتاج إلى إمعان الذهن، وتحتاجُ إلى نظر دقيق- والله المستعان -.

"قوله: قال: وحرف الجر في قوله: يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء:83] لابتداء الغاية، وهو يتعلق بالفعل، والضمير المجرور يعود على الرسول، وأولي الأمر."

الفعل يعني يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء:83] لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء:83] ويتعلق بالفعل، والضمير المجرور يعود على الرسول، وأولي الأمر.

"وقيل: الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ [النساء:83] هم أولوا الأمر، كما جاء في الحديث عن عمر أنه سمع أن رسول الله ﷺ طلَّق نساءه، فدخل عليه، فقال: أطلّقت نساءك؟ فقال: لا، فقام على باب المسجد، فقال: إنّ رسول الله ﷺ لم يُطلِّق نساءه، فأنزل الله هذه القصة، قال: وأنا الذي استنبطته[3].

فعلى هذا يَسْتَنْبِطُونَهُ [النساء:83] هم أولو الأمر، والضمير المجرور يعود عليهم، ومِنْهُمْ [النساء:83] لبيان الجنس، واستنباطه على هذا هو: سؤالهم عنه النبي ﷺ، أو بالنظر، والبحث، واستنباطه على التأويل الأول هو سؤال الذين أذاعوه للرسول - عليه الصلاة، والسلام - ولأولي الأمر [وفي نسخة: واستنباطه على التأويل الأول هو بسؤال الذين أذاعوه للرسول - عليه الصلاة، والسلام - ولأولي الأمر]."

لا إشكال، المعنى، واضح، بسؤال، أو هو سؤالُ الذين أذاعوه للرسول ﷺ فقوله هنا: الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ [النساء:83] هم أولوا الأمر، كما جاء في الحديث إلى آخره، هذا قول آخر.

القول الأول هنا يقول: وحرف الجر في قوله: يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء:83] لابتداء الغاية، وهو يتعلق بالفعل، والضمير المجرور يعود على الرسول، وأولي الأمر، يعني لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء:83] يعني مبتدًا منهم، يكون ذلك من النبي ﷺ وأولي الأمر، وهذا هو ظاهر السياق مِنْهُمْ يعني من ذُكر وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء:83] يعني النبي ﷺ وكبار الصحابة .

وقيل: الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ [النساء:83] هم أولوا الأمر، كما جاء في الحديث عن عمر إلى آخره، فهؤلاء داخلون، ويدل على هذا قول عمر : "وأنا الذي استنبطته" في قصة إيلاء النبي ﷺ من أزواجه، الحديث الطويل، لمّا وجد الناس يبكون في المسجد، ويقولون: طلَّق النبي ﷺ نساءه، معلومة غير صحيحة، فدخل على النبي ﷺ وهو في غرفةٍ، وسأله: طلقت نساءك؟ فأخبره أنه لم يطلق نساءه، فعمر أذاع ذلك، وأخبر الناس بأن النبي ﷺ لم يطلق نساءه، فلم يتلقف قولهم، ويصدقه، ويوافقهم على ذلك مع كثرتهم، ولكنه رجع إلى النبي ﷺ وعرف حقيقة ما وقع، ثم أذاع ذلك في الناس، فكان تطمينًا لنفوسهم وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ [النساء:83] كبار الصحابة مثل عمر يتصرفون التصرف اللائق بمثل هذه المقامات دون تلقف لأخبار قد لا تكون صحيحة.

يقول: والضمير المجرور يعود عليهم يعني لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء:83] يعني أولي الأمر على القول الثاني، وتكون مِنْهُمْ [النساء:83] لبيان الجنس مِنْهُمْ [النساء:83] من هؤلاء أولي الأمر، وعلى الأول لابتداء الغاية إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ [النساء:83] يعني مبتدًا منهم، واستنباطها على هذا، وسؤالهم عنها النبي ﷺ، أو بالنظر، والبحث، واستنباطها على التأويل الأول هو سؤال الذين أذاعوه للرسول - عليه الصلاة، والسلام - ولأولى الأمر.

والمعنى الأول أقرب - والله أعلم - أن ذلك يشمل النبي ﷺ ويشمل كبار الصحابة ويكون بعد النبي ﷺ لمن يرجع الناس إليهم، ويستطيعون الوقوف على حقيقة ذلك، ومعرفة وجه التصرف فيه، وما يُذاع، وما لا يُذاع، ولا يكون ذلك متروكًا لكل أحد - والله أعلم -.

"قوله - تعالى -: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ [النساء:83] أي: هداه، وتوفيقه، أو بعثه للرسل، وإنزاله للكتب، والخطاب في هذه الآية للمؤمنين."

كل هذا وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ [النساء:83] بهداه، بتوفيقه، ببعثه للرسل، وإنزال الكتب، كل ذلك داخلٌ فيه، لكن الذين قالوا مثلًا ببعث الرسل، أو هداه نظروا إلى ما ذُكر بعده لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء:83] فما الذي يعصمهم من اتباع الشيطان؟ قال: إن الله هداهم، وبعث لهم الرسل - عليهم الصلاة، والسلام - فهذا الاتباع في ماذا؟ سيذكره بعده، فهو الذي يحدد المعنى في قوله: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ [النساء:83] ما المراد بذلك.

"قوله - تعالى -: إِلَّا قَلِيلًا [النساء:83] أي: إلّا اتباعًا قليلا فالاستثناء من المصدر."

المصدر الذي هو اتباعًا مُقدر، إلا اتباعًا قليلًا، يعني تتبعونه في كثيرٍ من الأمور، تتبعونه إلا اتباعًا قليلًا، يعني يكون الغالب اتباع الشيطان إلا قليلًا.

"والمعنى: لولا فضل الله، ورحمته لاتبعتم الشيطان إلّا في أمورٍ قليلةٍ كنتم لا تتبعونه فيها، وقيل: إنه استثناءٌ من الفاعل في (اتبعتم) أي إلّا قليلًا منكم."

المعنى الأول: اتباع في الأمور، والشئون، يعني فيما يأمر به، تتبعونه فيما يأمركم به، ويدعوا إليه، إلا اتباعًا قليلًا يعني إلا في أمور قليلة.

المعنى الثاني: لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء:83] من الفاعل، اتبعتم أنتم الشيطان إِلَّا قَلِيلًا [النساء:83] إلا قليلًا منكم لا يتبع الشيطان، وهنا يرد سؤال، ويرد إشكال أن هؤلاء وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ [النساء:83] لولا تدل على امتناع لوجود، يعني امتنعت طاعة الشيطان، واتباع الشيطان لوجود فضل الله، ورحمته، وإِلَّا قَلِيلًا [النساء:83] على هذا المعنى إذا كان الاستثناء من الفاعل إلا قليلًا منكم مع عدم وجود فضل الله، ورحمته، كيف يكون هذا؟

إذا قلنا: إن بعث الرسل، وهداه، هل يستطيع الإنسان أن يهدي نفسه، ويستقل بالهداية بعيدًا عن فضل الله، ورحمته؟

الجواب: لا، فما المراد؟ ولذلك قال بعضهم: هم القلة الذين كانوا في الجاهلية على التوحيد، والفطرة قبل بعث الرسول ﷺ البقايا التي بقيت، القلائل لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء:83] حتى هؤلاء لولا فضل الله عليهم بهداه لما حصل لهم هذا الاهتداء إلى التوحيد قبل بعث النبي ﷺ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء:83] وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ [النساء:83] هنا قوله: لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء:83] ظاهره أنه في كل شيء، يعني حتى في التوحيد، والإيمان، وليس في خصوص النشر، والإذاعة للأخبار التي لا يصح نشرها؛ لبطلانها في أصلها، أو للمفسدة المترتبة على إذاعتها، لكن بعض أهل العلم خصوه بهذا، يعني أذاعوا به إلا قليلٌ منهم لم يذع به وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ [النساء:83] بإذاعة ذلك، ونشره إِلَّا قَلِيلًا [النساء:83] وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ [النساء:83] ويبقى الإشكال أنه لا يستغني أحد عن هدى الله، وفضله، فلو تخلى الله عن العبد طرفة عين لهلك، وضل ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين[4] فهؤلاء القليل أيضًا الذين لا يتبعون الشيطان في إذاعة هذه الأمور، كيف وقع لهم ذلك؟ فبعضهم يقول: هؤلاء بنظرهم العقلي، وتعقلهم، وتأنيهم، وما أشبه ذلك، والواقع أنه يرد عليه الإشكال؛ لأنه إذا امتنع فضل الله، ورحمته على العبد صار من جملة هؤلاء، كما هو مشاهد في تلك الأحوال الصاخبة التي تضل فيها العقول، وتذهب لكثرة ما يُذاع، ويُنشر من الأباطيل، فينطلي ذلك على العقلاء من الناس إلا من لطف الله - تبارك، وتعالى - به.

فيقول: وقيل: إنه استثناءٌ من الفاعل في (اتبعتم) أي إلّا قليلًا منكم، وهو الذي يقتضيه اللفظ، لاحظ يرد عليه الإشكال، فأجاب عنه، هذا الجواب عن سؤالٍ مقدر الذي ذكرته.

قال: وهم الذين كانوا قبل الإسلام غير متبعين للشيطان كورقة بن نوفل، والفضل، والرحمة على هذا بعث الرسول، وإنزال الكتاب، لكن يرد على هذا الإشكال الذي ذكرته أيضًا، هؤلاء لولا فضل الله، ورحمته لهلكوا، وضلوا كغيرهم لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء:83] لكن لو فُسر ببعث الرسول ﷺ فيمكن أن يُقال: كورقة بن نوفل، ونحو ذلك، لكن المعنى أوسع من ذلك في المراد بفضل الله، ورحمته.

وقيل: إن الاستثناء من قوله: أَذَاعُوا بِهِ [النساء:83] يعني أذاعوا به إلا قليلا كما ذكرنا أنه في خصوص موضوع الإذاعة، ويمكن أن يكون - وهذا يحُل الإشكال - أن القليل، والقلة تُذكر في القرآن أحيانًا يُراد بها العدم، وهذا العدم لا يبعُد أن يكون هذا الموضع كذلك، يعني لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء:83] أن قد يكون المراد به العدم فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ [البقرة:88] يعني تُذكر القلة أحيانًا يُراد بها العدم - والله أعلم - لأن الإنسان إذا وكل إلى نفسه ضل، سواءً كان في باب الإذاعة، والأخبار يعني في خصوص هذا المعنى، أو كان ذلك في الهداية إلى الإيمان، وطاعة الله - تبارك، وتعالى - كل ذلك بفضل الله، ورحمته، فإذا امتنع ذلك لَوْلا [النساء:83] حرف امتناع لوجود، فإذا امتنع فضل الله، ورحمته حصل اتباع الشيطان، والضلال - والله أعلم -.

"وقيل: إنه استثناء من الفاعل في (اتبعتم) أي إلّا قليلًا منكم، وهو الذي يقتضيه اللفظ، وهم الذين كانوا قبل الإسلام غير متبعين للشيطان كورقة بن نوفل، والفضل، والرحمة على هذا بعث الرسول، وإنزال الكتاب، وقيل: إنّ الاستثناء من قوله: أَذَاعُوا بِهِ [النساء:83]. 
  1. تفسير ابن عطية (2/84).
  2. تفسير البغوي (2/239).
  3. أخرجه مسلم، كتاب الطلاق، باب في الإيلاء، واعتزال النساء، وتخييرهن وقوله تعالى: وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ [التحريم:4] برقم (1479).
  4. أخرجه أبو داود، كتاب الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، برقم (5090)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع، برقم (3388).