قوله: "و"عسى" من الله موجبة" هذه جاءت في كلام ابن عباس، وفي كلام جماعة من السلف، وأشرت إليها في بعض المناسبات السابقة، وقلت: إن المقصود بها إذا صدرت في كلام الله أنه يخبر بذلك عن فعله، أو عن نفسه، كما قال تعالى: عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً [سورة الممتحنة:7]، وهنا يقول: فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ [سورة النساء:99]، وذكرنا أن ذلك متحقق فهي أصلاً للترجي لكن الترجي إنما يقع ممن لا يعلم عواقب الأشياء، وأما الله فهو يعلم كل شيء، ما كان، وما لم يكن، وما سيكون كيف يكون، لكن جرى على طريقة العرب أن العظماء يخرجون الوعد المحقق بمثل هذه العبارة.
وقال البخاري أنبأنا أبو النعمان قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس - ا -: إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ [سورة النساء:98] قال: كنت أنا، وأمي ممن عذر الله ."
- أخرجه البخاري في كتاب الاستسقاء - باب دعاء النبي -ﷺ: اجعلها عليهم سنين كسنين يوسف (961) (ج 1 / ص 341).