الثلاثاء 25 / جمادى الآخرة / 1447 - 16 / ديسمبر 2025
يَوْمَ هُم بَٰرِزُونَ ۖ لَا يَخْفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِنْهُمْ شَىْءٌ ۚ لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ ٱلْوَٰحِدِ ٱلْقَهَّارِ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

قال: وقوله : يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ، أي: ظاهرون بادون كلهم لا شيء يكنهم ولا يظلهم ولا يسترهم، ولهذا قال: يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ أي: الجميع في علمه على السواء، وقوله - تبارك وتعالى -: لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ قد تقدم في حديث ابن عمر - ا -: أنه تعالى يطوي السماوات والأرض بيده ثم يقول: أنا الملك أنا الجبار أنا المتكبر أين ملوك الأرض؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟[1]، وفي حديث الصور أنه إذا قبض أرواح جميع خلقه فلم يبق سواه وحده لا شريك له حينئذ يقول: لمن الملك اليوم؟ ثلاث مرات، ثم يجيب نفسه قائلًا: لله الواحد القهار.

وهذا الذي عليه الجمهور أن الذي يقول ذلك ويجيب به هو الله - تبارك وتعالى -، فالكل ساكتون لا يجيبون حتى يجيب الله ، وهذا الذي اختاره كبير المفسرين ابن جرير - رحمه الله.

وبعضهم يقول: إن الله يأمر مناديًا فينادي لمن الملك اليوم؟ فيجيبه أهل المحشر: لله الواحد القهار، وبعضهم يقول: إن الذي يجيب بذلك هم أهل الجنة، ولا دليل على هذا، وبعضهم يقول: هذا حكاية عن لسان الحال، فهنا الحديث أن الله يقول ذلك ثلاثًا ثم يجيب نفسه لله الواحد القهار هذا هو الأقرب، والله تعالى أعلم.

لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ أي: الذي هو وحده قد قهر كل شيء وغلبه.
  1. رواه مسلم، في أوائل كتاب صفة القيامة والجنة والنار، برقم (2788).