الإثنين 24 / جمادى الآخرة / 1447 - 15 / ديسمبر 2025
ٱلْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍۭ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ ٱلْيَوْمَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقوله - جلت عظمته -: الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ يخبر تعالى عن عدله في حكمه بين خلقه أنه لا يظلم مثقال ذرة من خير ولا من شر، بل يجزي بالحسنة عشر أمثالها، وبالسيئة واحدة، ولهذا قال - تبارك وتعالى -: لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ، كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي ذر عن رسول الله ﷺ فيما يحكي عن ربه أنه قال: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا، إلى أن قال: يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها عليكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله - تبارك وتعالى - ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه[1]، وقوله : إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ، أي: يحاسب الخلائق كلهم كما يحاسب نفسًا واحدة، كما قال - جل وعلا -: مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ [سورة لقمان:28]، وقال : وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ [سورة القمر:50].

قد مضى الكلام على هذا في مناسبات سابقة، وأن الله لا يحتاج إلى عد وإحصاء وعقد أو آلة أو نحو ذلك مع كثرة الخلائق، وكثرة الأعمال، يحاسبهم كنفس واحدة.

  1. رواه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم، برقم (2577).