أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ [الشورى:16-18].
يقول تعالى متوعداً الذين يصدون عن سبيل الله من آمن به: وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ أي: يجادلون المؤمنين المستجيبين لله ولرسوله، ليصدوهم عما سلكوه من طريق الهدى: حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ أي: باطلة عند الله وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ أي: منه وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ أي: يوم القيامة.
فقوله - تبارك وتعالى -: وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ ذكر بعضهم: أن المراد بهذا قوم توهموا أو كانوا يرجون أن تعود الجاهلية.
وذكر بعضهم: أن المراد بذلك هم اليهود والنصارى.
والأقرب حمل ذلك على العموم، يعني كل من كان بهذه المثابة، كل من كان بهذه الصفة: وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ بعدما ظهرت أعلام الحق، واتضح، قال: لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ فهؤلاء الذين يحاجون بعد أن استبان السبيل، وقامت الحجة، واتضحت المحجة، هؤلاء مكابرون مبطلون، عليهم غضب من الله.
يقول: حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ سماها حجة باعتبار أنهم يزعمون أنها حجة، وإلا فهي ليست بحجة، فخرج الخطاب في هذا مراعى فيه حال أو نظر المخاطب.
حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ قال: أي: باطلة عند ربهم.
الدحض أو الإدحاض هو الإزلاق، وتقول: هذا دحض مزلَّة، يعني موضعًا أو مكانًا لا تثبت فيه الأقدام.
فهذا بمعنى: أنه لا ثبات لها، حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ يعني لا ثبات لها، كالشيء الذي يزول عن موضعه، ولا يثبت، ولا بقاء له، فهو بمعنى الباطل.
حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ قال: أي: باطلة عند ربهم.
الدحض أو الإدحاض هو الإزلاق، وتقول: هذا دحض مزلَّة، يعني موضعًا أو مكانًا لا تثبت فيه الأقدام. فهذا بمعنى: أنه لا ثبات لها، حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ يعني لا ثبات لها، كالشيء الذي يزول عن موضعه، ولا يثبت، ولا بقاء له، فهو بمعنى الباطل.
قال ابن عباس ومجاهد: جادَلوا المؤمنين بعدما استجابوا لله ولرسوله، ليصدوهم عن الهدى، وطمعوا أن تعود الجاهلية.
وقال قتادة: هم اليهود والنصارى، قالوا لهم: ديننا خير من دينكم، ونبينا قبل نبيكم، ونحن خير منكم، وأولى بالله منكم. وقد كذبوا في ذلك.
طمعوا أن تعود الجاهلية، هذا القول الأول الذي ذكرته.
وهنا: وقال قتادة: هم اليهود والنصارى، قالوا: لهم ديننا .. إلى آخره.
هذه أشياء وردت على أنها من قبيل أسباب النزول، ولكن لا يصح شيء من ذلك.