الأحد 01 / رجب / 1447 - 21 / ديسمبر 2025
وَٱلَّذِينَ يُحَآجُّونَ فِى ٱللَّهِ مِنۢ بَعْدِ مَا ٱسْتُجِيبَ لَهُۥ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۝ اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ ۝ يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ [الشورى:16-18].

يقول تعالى متوعداً الذين يصدون عن سبيل الله من آمن به: وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ أي: يجادلون المؤمنين المستجيبين لله ولرسوله، ليصدوهم عما سلكوه من طريق الهدى: حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ أي: باطلة عند الله وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ أي: منه وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ أي: يوم القيامة.

فقوله - تبارك وتعالى -: وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ ذكر بعضهم: أن المراد بهذا قوم توهموا أو كانوا يرجون أن تعود الجاهلية.

وذكر بعضهم: أن المراد بذلك هم اليهود والنصارى.

والأقرب حمل ذلك على العموم، يعني كل من كان بهذه المثابة، كل من كان بهذه الصفة: وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ بعدما ظهرت أعلام الحق، واتضح، قال: لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ فهؤلاء الذين يحاجون بعد أن استبان السبيل، وقامت الحجة، واتضحت المحجة، هؤلاء مكابرون مبطلون، عليهم غضب من الله.

يقول: حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ سماها حجة باعتبار أنهم يزعمون أنها حجة، وإلا فهي ليست بحجة، فخرج الخطاب في هذا مراعى فيه حال أو نظر المخاطب.

حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ قال: أي: باطلة عند ربهم.

الدحض أو الإدحاض هو الإزلاق، وتقول: هذا دحض مزلَّة، يعني موضعًا أو مكانًا لا تثبت فيه الأقدام.

فهذا بمعنى: أنه لا ثبات لها، حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ يعني لا ثبات لها، كالشيء الذي يزول عن موضعه، ولا يثبت، ولا بقاء له، فهو بمعنى الباطل.

حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ قال: أي: باطلة عند ربهم.

الدحض أو الإدحاض هو الإزلاق، وتقول: هذا دحض مزلَّة، يعني موضعًا أو مكانًا لا تثبت فيه الأقدام. فهذا بمعنى: أنه لا ثبات لها، حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ يعني لا ثبات لها، كالشيء الذي يزول عن موضعه، ولا يثبت، ولا بقاء له، فهو بمعنى الباطل.

قال ابن عباس ومجاهد: جادَلوا المؤمنين بعدما استجابوا لله ولرسوله، ليصدوهم عن الهدى، وطمعوا أن تعود الجاهلية.

وقال قتادة: هم اليهود والنصارى، قالوا لهم: ديننا خير من دينكم، ونبينا قبل نبيكم، ونحن خير منكم، وأولى بالله منكم. وقد كذبوا في ذلك.

طمعوا أن تعود الجاهلية، هذا القول الأول الذي ذكرته.

وهنا: وقال قتادة: هم اليهود والنصارى، قالوا: لهم ديننا .. إلى آخره.

هذه أشياء وردت على أنها من قبيل أسباب النزول، ولكن لا يصح شيء من ذلك.