إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ أي: التي تسير في البحر بالسفن، لو شاء لسكّنها حتى لا تتحرك السفن، بل تبقى راكدة لا تجيء ولا تذهب، بل واقفة على ظهره، أي: على وجه الماء.
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ أي: في الشدائد.
شَكُورٍ أي: إن في تسخيره البحر وإجرائه الهواء بقدر ما يحتاجون إليه لسيرهم لدلالاتٍ على نعمه تعالى على خلقه.
لِكُلِّ صَبَّارٍ أي: في الشدائد.
شكور أي: في الرخاء.
هنا ذكر الصبار، وهو عظيم الصبر، كثير الصبر، والشكور وهو كثير الشكران، وذلك أن الإنسان لا يخلو من حالين: إما حال رخاء، أو حال بلاء وشدة، فهو بحاجة إلى الصبر، كما أنه بحاجة إلى الشكر.
والناس في هذا إزاء نعم الله سواء في ركوبهم البحر، أو غير ذلك هم إما أن يكونوا في عافية ونعمة ورخاء، فهم بحاجة إلى الشكر، وكثير من الناس يغفل في حال النعمة، وينسى المنعم - تبارك وتعالى -، فهؤلاء لا يكون لهم آية فيما سخر الله - تبارك وتعالى - من هذه المراكب العظام التي هي كالجبال في البحر، تنقلهم من مكان إلى مكان آخر.
الناس في هذا إزاء نعم الله سواء في ركوبهم البحر، أو غير ذلك هم إما أن يكونوا في عافية ونعمة ورخاء، فهم بحاجة إلى الشكر، وكثير من الناس يغفل في حال النعمة، وينسى المنعم - تبارك وتعالى -، فهؤلاء لا يكون لهم آية فيما سخر الله - تبارك وتعالى - من هذه المراكب العظام التي هي كالجبال في البحر، تنقلهم من مكان إلى مكان آخر.
وكذلك أيضًا إذا كانوا في حال شدة لربما غلب عليهم اليأس والقنوط، ونسوا أفضال الله - تبارك وتعالى -، ونعمه المتوالية المتواترة عليهم، فإنما يعتبر بذلك وينتفع - سواء في هذه الآيات المذكورة، أو في غيرها - من كان جامعًا بين الصبر والشكر، فإنه يكون على حال من الاستقامة، فهو يقدر ما أعطاه الله من المنن والأفضال والنعم، وإذا سُلب منه شيء من ذلك فإنه لا يقنط ولا ييأس، ولا ينسى سوالف النعم، وإنما هو يعتبر في هذا كله، يعتبر في حال الشدة، ويعتبر في حال الرخاء.