الخميس 22 / ذو الحجة / 1446 - 19 / يونيو 2025
أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا۟ وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقوله: أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا أي: ولو شاء لأهلك السفن وغرّقها بذنوب أهلها الذين هم راكبون عليها وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ أي: من ذنوبهم، ولو أخذهم بجميع ذنوبهم لأهلك كل من ركب البحر.

وقال بعض علماء التفسير: معنى قوله: أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا أي: لو شاء لأرسل الريح قوية عاتية، فأخذت السفن وأحالتها عن سيرها المستقيم، فصرفتها ذات اليمين أو ذات الشمال، آبقة لا تسير على طريق، ولا إلى جهة مقصد.

وهذا القول هو يتضمن هلاكها، وهو مناسب للأول، وهو أنه تعالى لو شاء لسكّن الريح فوقفت، أو لقوّاه فشردت وأبقت وهلكت.

يعني هذا معنى: يُوبِقْهُنَّ الآبق هو الشارد، العبد الآبق الذي فر من سيده.

أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا فهذه إذا جاءت الريح شديدة عاصفة فإنها تحولها عن مجراها، ولا تسير بحسب ما أرادها ملاحوها، أو راكبوها.

ولكن من لطفه ورحمته أنه يرسله بحسب الحاجة، كما يرسل المطر بقدر الكفاية، ولو أنزله كثيرًا جدًّا لهدم البنيان، أو قليلا لما أنبت الزرع والثمار، حتى إنه يرسل إلى مثل بلاد مصر سَيْحًا من أرض أخرى غيرها؛ لأنهم لا يحتاجون إلى مطر، ولو أنزل عليهم لهدم بنيانهم، وأسقط جدرانهم.