هنا: وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ، يُسْكِنِ هذا جواب الشرط مجزوم.
فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ أَوْ يُوبِقْهُنَّ يعني هذه الحالة الثانية: إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ تبقى واقفة لا تتحرك، أو تكون الريح عاصفة، فتذهب على غير مرادهم: أَوْ يُوبِقْهُنَّ فهذا معطوف على قوله: يُسْكِنِ.
بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ هذا تكلموا فيه كثيرًا في إعرابه، يعني: وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ هل هذا معطوف أيضًا على: يُسْكِنِ، أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا؛ لأنه لو حصل ذلك لما كان ذلك من قبيل المعفو.
وإذا علم أن المراد بذلك التقسيم زال الإشكال، فالله - تبارك وتعالى - يذكر هذه الأحوال، فالله - تبارك وتعالى - إما أن يعاقبهم، فتسكن الريح، فلا تسير بهم هذه السفن، أو تكون الريح عاصفة، فتجري هذه السفن على غير مرادهم، أو أن الله يتجاوز ويعفو، فلا يحصل شيء من ذلك، فهذا ذكر في سياق التقسيم .