الأحد 01 / رجب / 1447 - 21 / ديسمبر 2025
وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَٰحِدَةً وَلَٰكِن يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِى رَحْمَتِهِۦ ۚ وَٱلظَّٰلِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِىٍّ وَلَا نَصِيرٍ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقوله: وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً أي: إما على الهداية أو على الضلالة، ولكنه تعالى فاوت بينهم، فهدى من يشاء إلى الحق، وأضل من يشاء عنه، وله الحكمة والحجة البالغة؛ ولهذا قال: وَلَكِن يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ [الشورى:8].

قوله - تبارك وتعالى - هنا: وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً كما قال الله - تبارك وتعالى -: وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ۝ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ [هود:118-119]، قال: وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ بعض السلف يقول: خلقهم للرحمة.

وبعضهم يقول: ليس ذلك هو المراد، وإنما: ولا يزالون مختلفين ولذلك خلقهم، يعني للاختلاف، فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ يعني أنهم يفترقون إلى أهل الإيمان وأهل الكفر والشقاء، ولذلك خلقهم، وهما قولان معروفان.