كذلك قول من قال: إن الآية فيما مضى مع أن ما ذكره النبي ﷺ في حديث حذيفة هو في أشراط الساعة الكبرى، مثل الشوكاني يقول: إن قوله: يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى: يوم بدر، والذين قالوا: إن المقصود هنا من أشراط الساعة الكبرى قالوا: البطشة الكبرى يوم القيامة، قيام القيامة.
مع أن جماعة من السلف فمن بعدهم قالوا غير ذلك، يعني الحسن وعكرمة ومن أصحاب كتب المعانى الزجاج قالوا: يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى يعني عذاب النار، لكن لا ملازمة بين المسألة السابقة وتفسير هذه الآية، يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى يعني الذين مشوا على قول ابن مسعود لا يلزم من ذلك أن يفسروا هذا الموضع - البطشة الكبرى - بيوم بدر، فبعضهم يقول: القيامة كما جاء عن ابن عباس - ا -، وبعضهم يقول: يوم بدر، ولاحظ أن ابن كثير - رحمه الله - قال: هذا محتمل، محتمل هذا وهذا، فالبطشة الكبرى يحتمل أن تكون يوم بدر باعتبار أنها كانت ضربة موجعة للمشركين، ويحتمل أن يكون ذلك يوم القيامة، فابن مسعود يفسر ذلك بيوم بدر، وابن عباس يفسره بالرواية الصحيحة بيوم القيامة، وبالرواية الضعيفة الأولى التي لا تصح عنه أنه يوم بدر، فهذا يحتمل.
يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ في آخر الكلام قال: وبه يقول الحسن البصري وعكرمة في أصح الروايتين عنه، والله أعلم، يعني أن البطشة الكبرى يوم القيامة، والذي قاله الحسن وعكرمة هو أنها عذاب النار، يعني هذه العبارة أدق، وكأن ابن كثير - رحمه الله - نظر إلى اعتبار القسمة هل هي في يوم بدر أو في الآخرة؟ فعد هذا القول: إنها عذاب النار أي إنها القيامة، يعني ليس المقصود بها يوم بدر بهذا الاعتبار.