موسى هو كبير أنبياء بني إسرائيل، فبنو إسرائيل كان فيهم أنبياء كثر، ومنهم عيسى ﷺ، فكبير الأنبياء في بني إسرائيل هو موسىﷺ، وعيسى ﷺ كان متممًا لشريعته، داعيًا إليها، ولهذا سبق في بعض المناسبات أن النصارى متعبدون بالتوراة، ولكن لشدة العداوة بينهم وبين اليهود تركوا العمل بالتوراة، فبقوا بلا قانون ولا شريعة، فاخترعوا كتابًا وقانونًا وضعيًا سموه: الأمانة العظمى، أو الكبرى، ومضى كلام ابن كثير على هذا، وأنه الخيانة الكبرى، فالشاهد أنه يُذكر موسى ﷺ عادة بهذا الاعتبار، وبعض أهل العلم فهم من هذا أن موسى ﷺ كان مرسلاً إلى الجن دون عيسى ، ولكن هذا ليس بلازم، لكن الكتاب الأصل هو: التوراة.
هذا التفصيل لا بأس به، ولو قيل: إن قوله - تبارك وتعالى -: يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ مطلقًا، فكل ما فيه فهو حق، في الأمور العلمية، والأمور العملية، فهو: يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ من الدين الصحيح، والاعتقاد الصحيح، والعمل الصحيح، والشريعة القويمة، وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ يعني: في السلوك إلى الله - تبارك وتعالى -، وذلك كما في قوله: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة: 6]، فالصراط هو: الطريق.
- أخرجه البخاري، كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله ﷺ، رقم: (3)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب بدء الوحي إلى رسول الله ﷺ، رقم: (160).