هذا الحديث فيه ضعف، لكن قوله - تبارك وتعالى -: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يعني إن تنصروا دينه وشرعه ينصركم، وهذا - كما ذكرنا مرارًا - حكم المعلق على وصف يزيد بزيادته، وينقص بنقصانه، بقدر نصرنا لدين الله - تبارك وتعالى - يكون نصر الله لنا، فإذا ضعف ذلك، وصار الناس يلتفتون إلى الانتصار لأنفسهم، أو تغيرت نياتهم أو تحولت أو قلت أعمالهم وضعفت فإنه يقل النصر الحاصل لهم، وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ يثبت أقدامكم على ماذا؟
إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ هذا في ميدان نصر، في ميدان جهاد، فالمتبادر أن تثبت الأقدام في ميدان المعركة، هم لا يفرون، لا ينهزمون، "فلا تولوهم الأدبار".
أما قوله - تبارك وتعالى -: إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ [الأنفال:11].
فالمقصود هناك: كانت الأقدام تسوخ في أرض المعركة؛ لأنها دهسة، فنزل المطر فلبّدها، وصارت الأقدام تثبت عليها، وليس المقصود عدم الفرار بكونه ربط على القلوب، فثبتت الأقدام في الميدان، ليس هذا هو المراد في آية الأنفال، لكن هنا: تثبت الأقدام عند القتال.
وبعضهم يقول: على الإسلام.
وبعضهم يقول: على الصراط.
- جزء من حديث طويل رواه الطبراني في الكبير، رقم (414)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير وزيادته، رقم (48).