وَآيَةً مِّنكَ أي: دليلاً تنصبه على قدرتك على الأشياء، وعلى إجابتك لدعوتي، فيصدقوني فيما أبلغه عنك وَارْزُقْنَا أي: من عندك رزقاً هنيئاً، بلا كلفة، ولا تعب وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [سورة المائدة:114].
هذا يروى عن سلمان الفارسي ولا يصح من جهة الإسناد، وهو أيضا بما يظهر لو صح أنه متلقى عن بني إسرائيل، ولا يمكن التحقق من صحته - فالله أعلم -.
هذا لا يصح أيضا عن ابن عباس - ا - والأول في قوله: قيل نتخذ يوم نزولها عيدا يدور كل عام هذا مروي عن السدي[3] - فالله أعلم - وأصل كلمة العيد تدل على العود، وإنما يقال العيد لما يتكرر، ويعود حيما بعد حين.
مع أنه قال هنا في اتخاذها عيدا جاء عن سفيان الثوري[4] يعني: يوما نصلي فيه، وهذا يرجع إلى ما جاء عن السدي من التكرر ما يدل على أنه يعود في كل عام، فالعيد ما يعود، سواء كان الناس يتخذون ذلك يوما لعبادة خاصة يتقربون فيه، فذلك عيد، وكذلك إذا كان بإظهار الفرح، والبشر، والسرور، ونوع من الاحتفاء بذلك اليوم، فهو عيد كذلك يعني قد يكون للفرح، وقد يكون للعبادة، فكل ذلك من قبيل العيد، فما جاء عن سفيان الثوري يوم نصلي فيه يعني نتقرب فيه شكرا لله هذا عائد إلى قول السدي أنه يتكرر، وهذا الظاهر، الظاهر أقصد التكرر؛ لكن ماذا يفعلون به؟ الله أعلم، لكن أظن عندهم عيد إلى الآن يقال له: المائدة، طائفة من النصارى، هم أعيادهم كثير.