وقال ابن جرير: لما أراد أن يقتله جعل يلوي عنقه، فأخذ إبليس دابة، ووضع رأسها على حجر، ثم أخذ حجراً آخر، فضرب به رأسها حتى قتلها، وابن آدم ينظر، ففعل بأخيه مثل ذلك."
على كل حال هذا من المأخوذ من الإسرائيليات.
قوله: "عليك الصيحة، وعلى بناتك" يعني أن البكاء من شأن النساء، وليس من شأن الرجال، كما قال الشاعر:
بنفسي وأهلي من إذا عرضوا له | ببعض الأذى لم يدرِ كيف يجيب |
فلم يعتذر عذر البريء ولم تزل | سكتة حتى يقال غريب |
وقد روى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: لا تُقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها؛ لأنه كان أول من سن القتل وقد أخرجه الجماعة سوى أبي داود[1].
وروى ابن جرير عن عبد الله بن عمرو - ا - أنه كان يقول: إن أشقى الناس رجلاً ابن آدم الذي قتل أخاه، ما سُفك دم في الأرض منذ قتل أخاه إلى يوم القيامة إلا لحق به منه شر، وذلك أنه أول من سن القتل."
- أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء - وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة (3157) (ج 3 / ص 1213) ومسلم في كتاب القسامة، والمحاربين، والقصاص، والديات - باب بيان إثم من سن القتل (1677) (ج 3 / ص 1303).