الإثنين 14 / ذو القعدة / 1446 - 12 / مايو 2025
يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَٰرِعُونَ فِى ٱلْكُفْرِ مِنَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓا۟ ءَامَنَّا بِأَفْوَٰهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ۛ وَمِنَ ٱلَّذِينَ هَادُوا۟ ۛ سَمَّٰعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّٰعُونَ لِقَوْمٍ ءَاخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ۖ يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ مِنۢ بَعْدِ مَوَاضِعِهِۦ ۖ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَٱحْذَرُوا۟ ۚ وَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ فِتْنَتَهُۥ فَلَن تَمْلِكَ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِ شَيْـًٔا ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَمْ يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ۚ لَهُمْ فِى ٱلدُّنْيَا خِزْىٌ ۖ وَلَهُمْ فِى ٱلْءَاخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ۝ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَآءُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ۝ وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ۝ إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [سورة المائدة:41-44].
نزلت هذه الآيات الكريمات في المسارعين في الكفر الخارجين عن طاعة الله، ورسوله المقدمين آراءهم، وأهواءهم على شرائع الله   مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ أي: أظهروا الإيمان بألسنتهم، وقلوبهم خراب خاوية منه، وهؤلاء هم المنافقون وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ أعداء الإسلام، وأهله، وهؤلاء كلهم سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أي: مستجيبون له منفعلون عنه.
سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ أي: يستجيبون لأقوام آخرين لا يأتون مجلسك يا محمد، وقيل المراد: أنهم يتسمعون الكلام، ويُنْهُونه إلى قوم آخرين ممن لا يحضر عندك من أعدائك."

فقوله: "وهؤلاء كلهم سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ"يعني أن هذه الصفة ترجع إلى الطائفتين، إلى الذين قالوا آمنا بأفواههم، ولم تؤمن قلوبهم، وكذلك أولئك الذين يرجعون إليهم من إخوانهم اليهود، فكلهم سماعون للكذب.
قال: "أي مستجيبون له منفعلون عنه سماعون لقوم آخرين"، فسر ابن جرير - رحمه الله - سمعهم للكذب بأنهم يسمعون قول أحبارهم الذين حرفوا الكلم عن مواضعه، وقالوا: إن الزاني المحصن يحمم، ويُركب على حمار منكوساً، ويجلد، ويطاف به، وأنه لا يرجم، فقوله: سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أي: سماعون لهؤلاء الأحبار.
وفسر الجملة الأخرى، وهي قوله: سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ أي: أن المراد بهؤلاء الآخرين هم أهل الزاني الذين أرادوا المجيء إلى النبي ﷺ، والاحتكام إليه، فهذا بناء على بعض ما ورد في أسباب النزول، ولهذا قال من قال: إن قوله: سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ أي: اليهود في فَدَك، وذلك أنه جاء في بعض الروايات أن رجلاً، وامرأة زنيا، من أهل فدك من اليهود - وفَدَك ناحية قريبة من خيبر - فأولئك أرادوا أن يأتوا للنبي ﷺ، وهؤلاء كالعين لهم، أي أرادوا أن يستطلعوا، وأن ينظروا ماذا يقول رسول الله ﷺ في حكم الزاني، فإن قال بالرجم، لم يأتِ أصحاب القضية، وإن قال بالجلد جاءوا إليه، وقالوا: نجعل بيننا، وبين الله نبياً من الأنبياء، ونكون قد حكمنا بحكمه، فعلى كل حال هذا بناء على بعض الروايات، وهنا الحافظ ابن كثير يقول: سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أي مستجيبون له، فيشمل هذا ما قاله الأحبار من الكذب، والتحريف، وكذلك أيضاً هم سماعون للكذب، والفرى، وقالة السوء مطلقاً.
ومن أهل العلم من جعل اللام في قوله: سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ تعليلية، أي أنهم يستمعون إليك ليلفقوا عليك، أي يسمعون لأجل أن يكذبوا، وأن يحرفوا كلامك، وأن يبدلوه، ويغيروه، وهذا التفسير فيه بعد، وما مشى عليه الحافظ ابن كثير أيضاً في الجملة الأخرى: سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ أي: يستجيبون لقوم آخرين لا يأتون مجلسك يا محمد.
وقيل: المراد أنهم يستمعون الكلام، ويُنهونه إلى قوم آخرين ممن لا يحضر عندك من أعدائك، وعلى هذا التفسير الأخير الذي ذكره ابن كثير أيضاً يمكن أن تكون اللام تعليلية، أي أنهم يسمعون لأجل أن ينقلوا هذا الكلام لمن لا يحضر مجلسك، وعلى كل حال سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ يحمل على أعم معانيه، ويدخل فيه سماع التحريف، وغير ذلك، سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ يمكن أن يقال - والله تعالى أعلم -: أي أنهم يسمعون لقوم آخرين يعني من اليهود مثلاً يقبلون عنهم توجيههم، وما ينصحونهم به، وما يقولونه لهم، ويحتمل أن تكون سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ كما يقال في الآية الأخرى: وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ [سورة التوبة:47] أي أنها تحتمل المعنيين نفسيهما، فهم آذان يسمعون أخبارك، وما قلته في مجلسك فينقلونه لشياطينهم الذين لا يحضرون مجلسك، ويحتمل أن يكون معنى سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ أنهم يتلقون من مصدر آخر فلا يقتصرون في التلقي عليك، وإنما لهم مصادرهم الأخرى التي يتلقون التوجيه منها.
فقوله: سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ، وقوله: وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ [سورة التوبة:47] يحتمل المعنيين، يعني أنه فيكم من يسمع الكلام، ويوصله لهم، ويحتمل أن يكون المعنى أي فيكم من يقبل عنهم، ويتأثر بتوجيههم، وما يلقونه عليهم، وما أشبه ذلك، فالآية تحتمل المعنيين معاً - والله تعالى أعلم -.
"يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ [سورة المائدة:41] أي يتأولونه على غير تأويله، ويبدلونه من بعد ما عقلوه، وهم يعلمون."

قوله: يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ [سورة المائدة:41] يمكن أن يكون بمعنى يحرفون الكلم عن مواضعه، أو يكون المعنى يحرفون الكلم بعد كونه موضوعاً في مواضعه، أو من بعد وضعه في مواضعه التي، وضعه الله فيها من حيث اللفظ، والمعنى، فهم يغيرون الألفاظ تارة، ويتلاعبون بالمعاني تارة أخرى، فيغيرونه عن مواضعه التي وضعه الله عليها.
"يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ [سورة المائدة:41] قيل: نزلت في قوم من اليهود قتلوا قتيلاً."

إلى ماذا يعود الضمير في قوله: يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا [سورة المائدة:41]؟
هم يحرفون الكلم عن مواضعه فيقولون - مثلاً - في الزاني المحصن إنه يحمم، ولا يرجم، ولذلك هم قالوا لبعضهم: إن ذهبتم إلى النبي ﷺ، واحتكمتم إليه فأعطاكم هذا الحكم فخذوه وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ أي إن قال لكم بالرجم فاحذروا.
ومن جملة ما حرفوه - وهو يذكر في أسباب النزول - ما يتعلق بالديات بين بني قريظة، وبني النضير، فبني النضير يرون أنهم أشرف من بني قريظة، فهم من، ولد هارون - عليه الصلاة، والسلام -، كما أنهم من قوم من اليهود الذين لم يحصل لهم إخراج قط في التاريخ قبل بعثة النبي - عليه الصلاة، والسلام -، - فيما ذُكر -، ومعلوم أن تاريخ اليهود حافل بالتشريد، والإخراج، والإجلاء، وبنو النضير هم الذين قال الله فيهم: هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ [سورة الحشر:2] لذلك هم يرون أنهم أشرف من بني قريظة، وكان القتيل إذا قتل منهم فيه الدية كاملة، وذلك كأن يكون قتله قرظي مثلاً، وإذا قُتل الرجل من قريظة ففيه نصف الدية، وكانوا على هذا حتى جاء النبي ﷺ، فحكم فيهم بالتساوي بالدية، فالحاصل أن قوله: إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ [سورة المائدة:41] يعني ما حرفوه في هذا الأمر لكن المشهور أن ذلك في حكم الزانيين.
"قيل نزلت في قوم من اليهود قتلوا قتيلاً، وقالوا: تعالوا نتحاكم إلى محمد فإن حكم بالدية فاقبلوه، وإن حكم بالقصاص فلا تسمعوا منه."

لا يثبت شيء يعتمد عليه أن هذه الآية نازلة في هذا، وقد ورد فيه رواية عن الشعبي لكن مثل هذه المراسيل لا تقوم بها حجة.
"والصحيح: أنها نزلت في اليهوديين اللذين زنيا، وكانوا قد بدلوا كتاب الذي الله الذي بأيديهم من الأمر برجم من أحصن منهم فحرفوه، واصطلحوا فيما بينهم على الجلد مائة جلدة، والتحميم، والإركاب على حمار مقلوبين."

قوله: "والإركاب على حمار مقلوبين"، يعني، وجههما إلى الجهة الأخرى - المعاكسة - إذلالاً.
"فلما وقعت تلك الكائنة بعد الهجرة قالوا فيما بينهم: تعالوا حتى نتحاكم إليه فإن حكم بالجلد، والتحميم فخذوا عنه، واجعلوه حجة بينكم، وبين الله، ويكون نبي من أنبياء الله قد حكم بينكم بذلك، وإن حكم بالرجم فلا تتبعوه في ذلك."

على كل حال سبب النزول هذا ثابت، وصحيح، وقد ورد عن جماعة من الصحابة ، وإن اختلفت الروايات في بعض التفصيلات.
"وقد وردت الأحاديث في ذلك فقال مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر - ا: "إن اليهود جاءوا إلى رسول الله ﷺ فذكروا له أن رجلاً منهم، وامرأة زنيا، فقال لهم رسول الله ﷺ: ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟ قالوا: نفضحهم، ويجلدون، قال عبد  الله بن سلام: كذبتم إن فيها الرجم فأتُوا بالتوراة، فأتَوا بالتوراة، فنشروها، فوضع أحدهم يده على آية الرجم، فقرأ ما قبلها، وما بعدها، فقال لهم عبد الله بن سلام: ارفع يدك، فرفع يده فإذا آية الرجم، فقالوا: صدق يا محمد، فيها آية الرجم، فأمر بهما رسول الله ﷺ، فرجما، فرأيت الرجل يحني على المرأة يقيها الحجارة"أخرجاه، وهذا لفظ البخاري[1].
وفي لفظ له: فقال لليهود: ما تصنعون بهما؟ قالوا: نسخِّم وجوههما، ونخزيهما، قال: فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين، فجاءوا فقالوا لرجل منهم ممن يرضون أعور: اقرأ، فقرأ حتى انتهى إلى موضع منها، فوضع يده عليه، فقال: ارفع يدك، فرفع فإذا آية الرجم تلوح، قال: يا محمد إن فيها آية الرجم، ولكننا نتكاتمه بيننا، فأمر بهما فرجما[2].
وعند مسلم أن رسول الله ﷺ أُتي بيهودي، ويهودية قد زنيا، فانطلق رسول الله ﷺ حتى جاء يهود فقال: ما تجدون في التوراة على من زنا؟ قالوا: نسود وجوههما، ونحممهما، ونحملهما، ونخالف بين وجوههما، ويطاف بهما، قال: فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين، قال: فجاءوا بها فقرءوها، حتى إذا مر بآية الرجم، وضع الفتى الذي يقرأ يده على آية الرجم، وقرأ ما بين يديها، وما وراءها، فقال له عبد الله بن سلام، وهو مع رسول الله ﷺ: مره فليرفع يده، فرفع يده فإذا تحتها آية الرجم، فأمر بهما رسول الله ﷺ فرجما، قال عبد الله بن عمر: كنت فيمن رجمهما، فلقد رأيته يقيها من الحجارة بنفسه[3].
وروى أبو داود عن ابن عمر - ا - قال: أتى نفر من اليهود فدعوا رسول الله ﷺ إلى القُفِّ، فأتاهم في بيت المدراس.."

القُف، وادٍ كان يسكنه اليهود في المدينة.
قوله: "فأتاهم في بيت المدراس"  يعني المكان الذي يكون فيه دراستهم.
"فقالوا: يا أبا القاسم إن رجلاً منا زنا بامرأة فاحكم، قال: ووضعوا لرسول الله ﷺ، وسادة فجلس عليها، ثم قال: ائتوني بالتوراة فأتي بها فنزع الوسادة من تحته، ووضع التوراة عليها، وقال: آمنت بك، وبمن أنزلك، ثم قال: ائتوني بأعلمكم فأتي بفتى شاب، ثم ذكر قصة الرجم نحو حديث مالك عن نافع[4].
فهذه الأحاديث دالة على أن رسول الله ﷺ حكم بموافقة حكم التوراة، وليس هذا من باب الإكرام لهم بما يعتقدون صحته؛ لأنهم مأمورون باتباع الشرع المحمدي لا محالة، ولكن هذا بوحي خاص من الله إليه بذلك، وسؤاله إياهم عن ذلك ليقررهم على ما بأيديهم مما تواطئوا على كتمانه، وجحده، وعدم العمل به تلك الدهور الطويلة."

قوله: "الشرع المحمدي"هل يقال: الشرع المحمدي، والأمة المحمدية، ونحن محمديون؟
هذا لم يرد في الكتاب، ولا في السنة، وفيما أعلم لم يرد عن أحد من السلف الصالح في القرون المفضلة، وإنما استعمله بعض المتأخرين كالحافظ ابن كثير - رحمه الله -، واستعمله بعض المعاصرين من المتأخرين أيضاً أمثال محمد رشيد رضا حيث له كتاب اسمه الوحي المحمدي، وأيضاً في بعض العبارات لبعض المتأخرين مثل هذا، ومن أهل العلم من يستوحش من مثل هذه العبارة، ويقول: إنها تضاهي ما يطلقه النصارى، أو ما يقال: بالمسيحيين، وإنما النسبة إلى الإسلام؛ لأن الله سمانا بالمسلمين، فينتسب إليه، ولا ينتسب إلى النبي ﷺ بحيث يقال: فلان محمدي، وأمة محمدية، أو شريعة محمدية، لكن هل يقال هذا لأنه من باب المنكر، والحرام، وما أشبه ذلك؟  لا، لا يصل الأمر إلى ذلك، لكن الأحسن في التعبير الانتساب إلى الإسلام؛ لأنه هو الذي ورد في الكتاب، وفي السنة - والله أعلم -.
"فلما اعترفوا به مع عملهم على خلافه بأن زيغهم، وعنادهم، وتكذيبهم لما يعتقدون صحته من الكتاب الذي بأيديهم، وعدولهم إلى تحكيم رسول الله ﷺ إنما كان عن هوىً منهم، وشهوة لموافقة آرائهم لا لاعتقادهم صحة ما يحكم به، ولهذا قالوا: إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا [سورة المائدة:41] أي: الجلد، والتحميم، فَخُذُوهُ [سورة المائدة:41] أي اقبلوه، وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ [سورة المائدة:41] أي: من قبوله، وإتباعه."

يلاحظ أن هذه الروايات التي اقتصر عليها المختصر هنا في الصحيحين ليس فيها سبب نزول، أي أنه ليس فيها: فنزلت الآية، لكن صح ذلك في روايات أخرى، وإلا لو بقينا مع هذه فقط ما يحصل المقصود من أنها سبب لنزول الآية.
"وقال الله تعالى: وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ."
  1. أخرجه البخاري في كتاب المحاربين من أهل الكفر، والردة - باب أحكام أهل الذمة، وإحصانهم إذا زنوا، ورفعوا إلى الإمام (6450) (ج 6 / ص 2510).
  2. أخرجه البخاري في كتاب التوحيد - باب ما يجوز من تفسير التوراة، وغيرها من كتب الله بالعربية، وغيرها (7104) (ج 6 / ص 2742).
  3. أخرجه مسلم في كتاب الحدود - باب رجم اليهود أهل الذمة في الزنى (1699) (ج 3 / ص 1326).
  4. أخرجه أبو داود في كتاب الحدود - باب في رجم اليهوديين (4451) (ج 4 / ص 264)، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود برقم (4449).

مرات الإستماع: 0

"يا أَيُّهَا الرَّسُولُ [المائدة:41] الآية: خطاب للنبي ﷺ على وجه التسلية"."

يعني يقول له: لا يحزنك، يسليه.

"مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ [المائدة:41] هم المنافقون".

كما قال ابن كثير - رحمه الله -[1].

"وَمِنَ الَّذِينَ هادُوا [المائدة:41] يحتمل: أن يكون عطفًا على الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا [المائدة:41] ثم يكون سَمَّاعُونَ استئناف إخبار عن الصنفين: المنافقين واليهود، ويحتمل: أن يكون وَمِنَ الَّذِينَ هادُوا استئنافًا منقطعًا مما قبله، وسَمَّاعُونَ راجع إليهم خاصة".

قوله: وَمِنَ الَّذِينَ هادُوا مضى في الغريب أن أصله من هاد بمعنى رجع، من قولهم: هُدْنَا إِلَيْكَ [الأعراف:156] يعني: رجعنا إليك، وتبنا إليك، فقيل لهم ذلك بهذا الاعتبار، وقال بعضهم: قيل لهم ذلك نسبة إلى جد لهم، يقال له: يهوذا، وهو يهوذا بن يعقوب، أحد أبناء يعقوب  وكأن الأول أقرب - والله أعلم -.

يقول: "وَمِنَ الَّذِينَ هادُوا [المائدة:41] يحتمل: أن يكون عطفًا على الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا" وهذا الذي اختاره ابن جرير[2] وابن كثير[3] فيكون المعنى: النهي عن الحزن من مسارعة المنافقين واليهود في الكفر.

"ثم يكون سَمَّاعُونَ استئناف إخبار عن الصنفين: المنافقين واليهود" وهذا الذي اختاره ابن كثير[4] وممن قال به الطاهر بن عاشور أيضًا[5] وهذا الذي ذكره ابن جزي - رحمه الله - فكل هؤلاء سماعون للكذب.

وقال بعضهم: بأن ذلك في المنافقين من اليهود، كما يقول ابن جرير - رحمه الله - [6].

وبعضهم يقول: هي في اليهود.

يقول: "ويحتمل: أن يكون وَمِنَ الَّذِينَ هادُوا استئنافًا منقطعًا مما قبله، وسَمَّاعُونَ راجع إليهم خاصة" يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ [المائدة:41] هذا في المنافقين وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ [المائدة:41] فيكون ذلك من قبيل الاستئناف، يعني لا يتعلق بما قبله، فعلى الأول: أن الله نهاه عن أن يحزن بسبب الذين يسارعون في الكفر من المنافقين، ثم انتهى ذلك، ثم استأنف مخبرًا عن اليهود، فقال: وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ [المائدة:41] يكون إخبارًا عن اليهود، وليس معطوفًا، فتكون الواو للاستئناف، وليس معطوفاً على الذي قبله.

يقول: "وهذا احتمال أن يكون استئنافًا منقطعًا مما قبله، وسَمَّاعُونَ راجع إليهم خاصة" فالآية التي بعدها: سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ [المائدة:42] فهي لا ترجع إلى المنافقين، وإنما ترجع إلى هؤلاء: وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ [المائدة:41] يعني بدأ حديث جديد عن اليهود، وعلى الأول: لا يحزنك أهل النفاق، وهؤلاء اليهود الذين هم بهذه الصفة، باعتبار أن الواو عاطفة، وكأن هذا - والله أعلم - أقرب، وهو أنه نهاه أن يحزن من حال هؤلاء المنافقين، ومن حال هؤلاء اليهود.

"سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ [المائدة:41] أي: سماعون كلام قوم آخرين، من اليهود الذين لا يأتون النبي ﷺ لإفراط البغضة والمجاهرة بالعداوة، فقوله: لَمْ يَأْتُوكَ صفة لِقَوْمٍ آخَرِينَ".

سَمَّاعُونَ قال ابن كثير: يعني يستجيبون لأقوام آخرين، لا يأتون لمجلسك[7] يعني هناك من يوجههم، ويقبلون، وهؤلاء الذين يوجهونهم لا يحضرون مجلسك؛ لشدة العداوة، وقيل: المراد أنهم يستمعون الكلام، وينهونه إلى قوم آخرين.

فالفرق بين المعنيين الأول: يسمعون لقوم آخرين سماع استجابة، وأولئك الذين يستمعون إلى كلامهم، ويعملون بموجب ذلك، لا يحضرون مجلسك؛ لشدة عداوتهم، والمعنى الآخر: أنهم يسمعون لهم ليوصلوا إليهم الكلام، وينهونه إلى قوم آخرين، ممن لم يحضر عندك من أعدائك، وعليه تكون اللام في قوله: لِقَوْمٍ آخَرِينَ تعليلية، يعني لأجل قوم آخرين، فهذا معنى تحتمله الآية، كما في قوله تعالى: وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ [التوبة:47] يعني بعضهم سماعون لهم، أي: من يستجيب، ويتأثر بهم، والمعنى الآخر: من يستمع ليوصل إليهم ذلك، فبعض الناس يحضر من أجل أن ينقل لآخرين ما سمع، وشاهد، فيحضر لهذا القصد، من باب الكيد، ونحو ذلك، باعتبار أن اللام للتعليل، كما في قوله: سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ [المائدة:41] أي لأجل الكذب عليه، مع أن ظاهر سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ [المائدة:41] أي: أنهم يقبلونه، ويستجيبون، ويتأثرون به.

فقوله: سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ هذا يحتمل أنهم يستمعون كلامهم، ويعملون بمقتضاه، أو أنهم عيون لهم، بمعنى: سماعون لآخرين، يعني عيون لهم، يستمعون، وينقلون لهم ما سمعوا، وما قيل من اليهود الذين لم يأتوا النبي ﷺ "لإفراط البغضة" يعني لشدة البغض "والمجاهرة بالعداوة" ولا يبعد أن الآية تحمل على المعنيين، لكن قد يكون فيها قرينة تدل على أحدهما، وهي قوله: سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا [المائدة:41] فيكون المعنى: أنهم سماعون لهم بمعنى يستجيبون، وينقادون، وليس المقصود: أنهم يستمعون لنقل الكلام إليهم، فتكون هذه قرينة مرجحة لهذا المعنى - والله أعلم -.

"والمراد بالقوم الآخرين يهود خيبر، والسماعون للكذب بنو قريظة".

وابن جرير - رحمه الله - فسر سماعهم للكذب بسماع قول أحبارهم: أن الزاني المحصن يحمم أي: يطلى وجهه بالسواد، ويجلد، وفسَّر: سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ يعني: أهل الزاني، الذين أرادوا الاحتكام إلى رسول الله ﷺ وكانوا يريدون المجيء إليه[8].

وعلى كل حال فهم سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ [المائدة:41] ومن هذا الكذب الذي يستمعونه: التبديل، والتحريف من الزعم بأن الزاني مثلاً لا يرجم المحصن، وأنه يحمم، ويجلد، وكذلك هم سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ يستجيبون لهم، ويوجهونهم، ويقولون لهم: إن أوتيتم هذا فخذوه، وإن لم تؤتوه فاحذروا، كأن هذا المعنى - والله أعلم - قريب.

"يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ [المائدة:41] أي: يبدلونه من بعد أن يوضع في موضعه، وقصدت به: وجوهه القويمة؛ وذلك من صفة اليهود".

يعني بعد أن يوضع في موضعه، وقصدت به: وجوهه القويمة، يعني من حيث اللفظ، والمعنى، يعني من بعد ما كان على حالٍ من الاستقامة في لفظه، ومعناه، فهم يبدلونه بعد أن وضع بهذا الوضع من قبل الله - تبارك وتعالى - فحرفوه، وبدلوه، فهم يبدلون الألفاظ، ويبدلون الأحكام، والمعاني.

يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ [المائدة:41] من هؤلاء؟ ذهب بعض أهل العلم إلى أن هذه الصفة للقوم الآخرين سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ [المائدة:41] وهذا هو الظاهر، فهم يستمعون لأحبارهم، وكبرائهم، وبهذا قال: ابن زيد، وذهب ابن جرير - رحمه الله - إلى أن هذه الصفة للذين يسارعون في الكفر[9] فما ذُكر أوصاف لهم - والله أعلم -.

"يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ [المائدة:41] نزلت بسبب أن يهوديًا زنى بيهودية، فسأل رسول الله ﷺ اليهود عن حد الزاني عندهم، فقالوا: نجلدهما، ونحمم وجوههما، فقال لهم رسول الله ﷺ: إن في التوراة الرجم[10] فأنكروا ذلك، فأمرهم أن يأتوا بالتوراة، فقرأوها، فجعل أحدهم يده على آية الرجم، فقال له عبد الله بن سلام: ارفع يدك، فرفع، فإذا آية الرجم، فأمر رسول الله ﷺ باليهودي، واليهودية فرجما".

هذا السياق الذي ذكره ليس فيه ما هو مصرح بسبب النزول، لكن جاء في حديث البراء بن عازب قال: مر على النبي ﷺ بيهودي محممًا، مجلودًا، فدعاهم ﷺ فقال: هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ قالوا: نعم، فدعا رجل من علمائهم، فقال: أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى أهكذا تجدون حد الزنا في كتابكم؟ قال: لا، ولولا أنك أنشدتني بهذا لم أخبرك، نجده الرجم، ولكنه كثير في أشرافنا، فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه، وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد، قلنا: تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف، والوضيع، فجعلنا التحميم، والجلد مكان الرجم، فقال رسول الله ﷺ: اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه فأمر به فرجم، فأنزل الله : يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ [المائدة:41] إلى قوله: إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ [المائدة:41] يقول: أوتوا محمدًا ﷺ فإن أمركم بالتحميم، والجلد، فخذوه، وإن أفتاكم بالرجم، فاحذروا، فأنزل الله: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [المائدة:44] وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [المائدة:45]، وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [المائدة:47] في الكفار كلها[11].

هذا في صحيح مسلم، وفيه التصريح بسبب النزول، كما سمعتم، أما ما ذكره في الحاشية، وهو حديث ابن عمر فهو في الصحيحين، لكن ليس فيه ما هو مصرح بسبب النزول، وإنما التصريح بسبب النزول في حديث البراء بن عازب في صحيح مسلم.

"فمعنى قولهم: إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ [المائدة:41] إن أوتيتم هذا الذي ذكرتم من الجلد والتحميم، فخذوه، واعملوا به، وإن لم تؤتوه، وأفتاكم محمد ﷺ بغيره، فاحذروا".

فِتْنَتَهُ [المائدة:41] أي: ضلالته في الدنيا، أو عذابه في الآخرة".

من أراد الله فتنته، يعني ضلالته، والفتنة تقال أيضًا للعذاب، ويقال: فتن الذهب بالنار بإدخاله فيها ليتميز خالصه من شائبه، فعلى هذا فسَّره من فسَّره بالعذاب في الآخرة.

"فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ [المائدة:41] الذلة، والمسكنة، والجزية".

وأصل الخزي - كما سبق -: الذل والإبعاد، فكل هذا من الخزي، والمسكنة، والجزية عن يد وهم صاغرون.

"سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ [المائدة:41] إن كان الأول في اليهود، فكررها هنا تأكيدًا، وإن كان الأول في المنافقين، واليهود، فهذا في اليهود خاصة.

  1.  تفسير ابن كثير (3/113).
  2.  تفسير الطبري (10/309).
  3.  تفسير ابن كثير (3/113).
  4.  المصدر السابق.
  5. التحرير والتنوير (6/199).
  6.  تفسير الطبري (10/309).
  7.  تفسير ابن كثير (3/113).
  8.  تفسير الطبري (10/309).
  9.  المصدر السابق (10/311).
  10.  بنحوه أخرجه البخاري في كتاب تفسير القرآن، باب قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [آل عمران:93] برقم: (4556) ومسلم في كتاب الحدود، باب رجم اليهود أهل الذمة في الزنى برقم: (1699).
  11. أخرجه مسلم في كتاب الحدود، باب رجم اليهود أهل الذمة في الزنى برقم: (1700).