الخميس 10 / ذو القعدة / 1446 - 08 / مايو 2025
وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ ٱلتَّوْرَىٰةُ فِيهَا حُكْمُ ٱللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنۢ بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَآ أُو۟لَٰٓئِكَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"ثم قال - تعالى - منكراً عليهم في آرائهم الفاسدة، ومقاصدهم الزائغة في تركهم ما يعتقدون صحته من الكتاب الذي بأيديهم، الذي يزعمون أنهم مأمورون بالتمسك به أبداً، ثم خرجوا عن حكمه، وعدلوا إلى غيره مما يعتقدون في نفس الأمر بطلانه، وعدم لزومه لهم فقال: وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ [سورة المائدة:43].
 

مرات الإستماع: 0

"وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ [المائدة:43] الآية، استبعاد لتحكيمهم النبي ﷺ وهم لا يؤمنون به، مع أنهم يخالفون حكم التوراة التي يدعون الإيمان بها، فمعنى ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ [المائدة:43] أي: يتولون عن اتباع حكم الله في التوراة، من بعد كون حكم الله فيها موجودًا عندهم، ومعلومًا في قضية الرجم، وغيرها.

وَما أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ [المائدة:43] يعني: أنهم لا يؤمنون بالتوراة، وبموسى وهذا إلزام لهم؛ لأن من خالف كتاب الله، وبدّله، فدعواه الإيمان به باطلة.