وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ [سورة المائدة:49] أي: إن أكثر الناس خارجون عن طاعة ربهم مخالفون للحق ناكبون عنه كما قال تعالى: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ [سورة يوسف:103]، وقال تعالى: وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ الآية [سورة الأنعام:116].
وروى محمد بن إسحاق عن ابن عباس - ا - قال: قال كعب بن أسد، وابن صلوبا، وعبد الله بن صوريا، وشاس بن قيس، بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى محمد لعلنا نفتنه عن دينه، فأتوه فقالوا: يا محمد، إنك قد عرفت أنا أحبار يهود، وأشرافهم، وساداتهم، وإنا إن اتبعناك اتبعنا يهود، ولم يخالفونا، وإن بيننا، وبين قومنا خصومة فنحاكمهم إليك فتقضي لنا عليهم، ونؤمن لك، ونصدقك، فأبى ذلك رسول الله ﷺ، فأنزل الله فيهم: وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ [سورة المائدة:49] إلى قوله: لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ [سورة المائدة:50] [رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم]."
ورواه كذلك البيهقي في الدلائل - دلائل النبوة -، والشيخ محمد بن إسحاق مجهول كما قال الحافظ ابن حجر، وبناء عليه فهذه الرواية لا تصح.