الثلاثاء 01 / ذو القعدة / 1446 - 29 / أبريل 2025
وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ ٱتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

 
"وقوله: وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا [سورة المائدة:58] أي: وكذلك إذا أذَّنتم داعين إلى الصلاة التي هي أفضل الأعمال لمن يعقل ويعلم من ذوي الألباب اتخذوها أيضاً هزواً، ولعبا؛ ذلك بأنهم قوم لا يعقلون معاني عبادة الله، وشرائعه، وهذه صفات أتباع الشيطان الذي إذا سمع الأذان أدبر وله حُصَاص - أي ضراط - حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضي التأذين أقبل، فإذا ثُوِّب للصلاة أدبر، فإذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء وقلبه، فيقول: اذكر كذا، اذكر كذا لما لم يكن يذكر، حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى، فإذا وجد أحدكم ذلك فليسجد سجدتين قبل السلام [متفق عليه][1].
وقال الزهري: قد ذكر الله التأذين في كتابه فقال: وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ [سورة المائدة:58] [رواه ابن أبي حاتم]."
  1. أخرجه البخاري في كتاب الأذان - باب فضل التأذين (583) (ج 1 / ص 220) ومسلم في كتاب الصلاة - باب فضل الأذان وهرب الشيطان عند سماعه (389) (ج 1 / ص 291).

مرات الإستماع: 0

"وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ الآية: روي أن رجلًا من النصارى كان بالمدينة إذا سمع المؤذن يقول: أشهد أنّ محمدًا رسول الله، قال: حرَّق الله الكاذب، فوقعت النار في بيته، فاحترق هو، وأهله، واستدل بعضهم بهذه الآية على ثبوت الأذان من القرآن".

هذه الرواية لا تصح، فهي من قبيل المرسل عن السدي[1] لكن قول المؤلف - رحمه الله - : "واستدل بعضهم بهذه الآية على ثبوت الأذان من القرآن" يعني قوله: وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ المقصود به: الأذان، فتكون هذه إشارة إلى الأذان بالقرآن، ومعلوم أن الأذان ثبت في السنة، فهذا وروده في القرآن.

"ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ جعل قلة عقولهم علة لاستهزائهم بالدين".
  1. تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (2/210)، والدر المنثور في التفسير بالمأثور (3/107).