الإثنين 29 / شوّال / 1446 - 28 / أبريل 2025
وَإِذَا جَآءُوكُمْ قَالُوٓا۟ ءَامَنَّا وَقَد دَّخَلُوا۟ بِٱلْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا۟ بِهِۦ ۚ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا۟ يَكْتُمُونَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"وقوله تعالى: وَإِذَا جَآءُوكُمْ قَالُوَاْ آمَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ [سورة المائدة:61]، وهذه صفة المنافقين منهم أنهم يصانعون المؤمنين في الظاهر، وقلوبهم منطوية على الكفر، ولهذا قال: وَقَد دَّخَلُواْ أي عندك يا محمد، بِالْكُفْرِ أي مستصحبين الكفر في قلوبهم، ثم خرجوا، وهو كامن فيها لم ينتفعوا بما قد سمعوا منك من العلم، ولا نجعت فيهم المواعظ، ولا الزواجر، ولهذا قال: وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ [سورة المائدة:61] فخصهم به دون غيرهم."

يعني أن هذه في المنافقين من أهل الكتاب، حيث كانوا يأتون إلى النبي ﷺ فيقولون: آمنا، وهم لم يؤمنوا حقيقة، وإنما هم دخلوا كفاراً، وخرجوا كفاراً.
"وقوله تعالى: وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ [سورة المائدة:61] أي: والله عالم بسرائرهم، وما تنطوي عليه ضمائرهم، وإن أظهروا لخلقه خلاف ذلك، وتزينوا بما ليس فيهم؛ فإن الله عالم الغيب، والشهادة أعلم بهم منهم، وسيجزيهم على ذلك أتم الجزاء."

مرات الإستماع: 0

"وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا [المائدة: 61] نزلت في منافقين من اليهود".

هذا جاء عن السدي مرسلاً[1] بإسنادٍ ضعيف، وهو مرسل أيضًا عن قتادة[2].

"قوله تعالى: وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ تقديره: متلبسين بالكفر، [وفي ثلاث نسخ: ملتبسين بالكفر]".

لا إشكال؛ متلبسين بالكفر يعني أنهم لم ينتفعوا بدخولهم هذا، دخلوا كفارًا، وخرجوا كفارًا.

"والمعنى: دخلوا كفارًا، وخرجوا كفارًا، ودخلت قَدْ على دخلوا، وخرجوا تقريبًا للماضي من الحال، أي ذلك حالهم في دخولهم، وخروجهم على الدوام"
  1. تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (10/445).
  2. المصدر السابق.