الإثنين 29 / شوّال / 1446 - 28 / أبريل 2025
وَتَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَٰرِعُونَ فِى ٱلْإِثْمِ وَٱلْعُدْوَٰنِ وَأَكْلِهِمُ ٱلسُّحْتَ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"وقوله: وَتَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ [سورة المائدة:62] أي: يبادرون إلى ذلك من تعاطي المآثم، والمحارم، والاعتداء على الناس، وأكلهم أموالهم بالباطل.
لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [سورة المائدة:62] أي: لبئس العمل كان عملهم، وبئس الاعتداء اعتداؤهم."

في هذه الآية: وَتَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ [سورة المائدة:62] ما الفرق بين الإثم، والعدوان؟ أليس العدوان من الإثم؟
الإثم هو الذنب أياً كان، والعدوان نوع منه، وهو الذنوب، والآثام المتعدية، قال تعالى: يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ [سورة المائدة:62]، ومعلوم أن السحت من الإثم، لكنه خص هذه الأشياء من الآثام؛ لأنها من أسوئها.
وأكل السحت يدخل فيه الرشى، ويدخل فيه الربا كما قال الله : وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ [سورة النساء:161] فكل هذا من السحت، وكل محرم من المكاسب هو من السحت، والسحت أصله الإزالة.

مرات الإستماع: 0

"فِي الْإِثْمِ الكذب، وسائر المعاصي وَالْعُدْوَانِ الظلم السُّحْتَ الحرام".

بالنسبة للإثم هو أعم من العدوان؛ فالإثم فيما يكون بين العبد، وربه، وما يكون أيضًا مع الخلق، فالعدوان أخص؛ وهو ما يكون فيه التعدي، وفسره هنا بالظلم، لكن الظلم لفظ عام، فقد يكون الظلم للنفس، وقد يكون فيما بينه، وبين الله - تبارك، وتعالى - ولكن على كل حال لو فُسِّر بما يدل على التعدي لكان أولى - والله أعلم -

يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ فالإثم: الذنب، والمعصية، والعدوان: ما يكون فيه التعدي على الخلق، والإساءة إليهم.