في قوله: لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ [سورة المائدة:77] يقول: "أي لا تجاوزوا الحد في اتباع الحق"، وهذا الذي ذكره الحافظ ابن كثير هو تفسير عام على المعنى، لكن حينما ننظر إلى التركيب، والألفاظ نجد أن قوله: غَيْرَ الْحَقِّ يمكن أن يكون في محل نصب على أنه نعت لمصدر محذوف تقديره، لا تغلوا في دينكم غلواً غير اتباع الحق، لكن هل يجوز للإنسان أن يغلو غلواً حقاً، يعني هل يوجد غلو حق، وغلو باطل؟
من فسر بهذا التفسير قال: المقصود بالغلو الحق هنا استفراغ الوسع في طلب الحق، والبحث عنه، وبذل الجهد في تطلبه، وهذا ليس مذموماً، وبعضهم يقول: إن قوله: غَيْرَ الْحَقِّ [سورة المائدة:77] في محل نصب على الاستثناء المتصل، وبعضهم يقول: استثناء منقطع - والله أعلم -.