الأربعاء 02 / ذو القعدة / 1446 - 30 / أبريل 2025
لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ مِنۢ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُۥدَ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا۟ وَّكَانُوا۟ يَعْتَدُونَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا، وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ۝ كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ۝ تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ۝ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله، والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ [سورة المائدة:78-81].
يخبر تعالى أنه لعن الكافرين من بني إسرائيل من دهر طويل فيما أنزله على داود نبيه ، وعلى لسان عيسى ابن مريم بسبب عصيانهم لله، واعتدائهم على خلقه.
قال العوفي عن ابن عباس - ا -: لعنوا في التوراة، والإنجيل، وفي الزبور، وفي الفرقان. ثم بيّن حالهم فيما كانوا يعتمدونه في زمانهم."

على كل حال يذكرون في هذا بعض الروايات، ومن ذلك أن داود - عليه الصلاة، والسلام - لعن أولئك الذين مسخوا قردة، وأن عيسى ﷺ لعن الذين كفروا من أصحاب المائدة، ويقولون: إن الكفار من أصحاب المائدة مسخوا إلى خنازير، هكذا جاء في بعض الروايات المأخوذة عن بني إسرائيل، ولا يبنى عليه التفسير، لكن القرآن الكريم قد نصَّ على أن اليهود المعتدين مسخوا قردة، وخنازير في مثل قوله تعالى: وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ [سورة المائدة:60]، وأخبر الله عن هؤلاء الأنبياء - عليهم الصلاة، والسلام - أنهم لعنوهم؛ لكفرهم، وعتوهم، وعنادهم، وتمردهم على الله - تبارك، وتعالى -، ومن ذلك أنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه كما سيأتي.

مرات الإستماع: 0

"عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ أي: في الزبور، والإنجيل."