الأربعاء 02 / ذو القعدة / 1446 - 30 / أبريل 2025
قُتِلَ ٱلْخَرَّٰصُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقوله:قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ[سورة الذاريات:10] قال مجاهد: الكذابون.

قال: وهي مثل التي في عبس:قُتِلَ الإنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ [عبس: 17]، والخراصون الذين يقولون: لا نبعث، ولا يوقنون.

وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس -ا-:قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ أي: لعن المرتابون،

وهكذا كان معاذ يقول في خطبه: هلك المرتابون، وقال قتادة: الخراصون أهل الغرة والظنون.

قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ، من أهل العلم من فسر القتل إذا جاء في كلام الله إذا أطلقه الله -تبارك وتعالى- باللعن، قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ أي: لعن الخراصون، والخَرْص أصله القول بلا علم، القول بالظن والتخمين، هذا هو الخرْص، ومنه خرْص النخل أو الثمن على رءوس النخيل، بمعنى أنه بالتخمين والتقريب ليس بالكيل، فالخرّاص والمتخرص والخارص هو الذي يقول بالظن، قُتِلَ الْخَرَّاصُونَفهؤلاء في أمر مريج مضطرب في أمر محمد ﷺ وما جاء به، وفي أمورهم كلها، في المعاد، وسائر الأمور التي كذبوا بها رسول الله ﷺ، قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ، من فسره بالكذابين فإن ذلك لا ينافي ما ذكرنا من أنه القائل بالظنون، فهؤلاء لما تكلموا بالظنون تكلموا بخلاف الحقيقة، فهذه الأقوال لا تتنافى، من قال: إنه الكذاب، ما نحتاج أن نقول: القول الأول: الكذاب، القول الثاني: القائل بالظن، والقائل بالظن ماذا ينتج عنه؟ الكذب، ولهذا قال الله : إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ [سورة النجم:28] يعني ما يتبعون إلا الظن وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ [سورة النجم:23]، والله يقول لداود ﷺ: يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ[سورة ص:26]، فكل من اتبع هواه فهو ضال، إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ ، فقولهم كذب وباطل، فهم المبطلون والخراصون، لو قلت: المبطلون، لو قلت: الكذابون، لو قلت: الذين يتكلمون بالظنون، فإن هذا لا يتنافى، بل يرجع إلى شيء واحد بهذا الاعتبار الذي ذكرته آنفاً، والله أعلم.