الجمعة 22 / محرّم / 1447 - 18 / يوليو 2025
وَكَذَّبُوا۟ وَٱتَّبَعُوٓا۟ أَهْوَآءَهُمْ ۚ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ أي: كذبوا بالحق إذ جاءهم، واتبعوا ما أمرتهم به آراؤهم وأهواؤهم من جهلهم وسخافة عقلهم.

وقوله:وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ قال قتادة: معناه: أن الخير واقع بأهل الخير، والشر واقع بأهل الشر.

وقال ابن جريج: مستقر بأهله، وقال مجاهد:وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ أي: يوم القيامة.

هذه الأقوال الثلاثة لا تتنافى، بل هي ترجع إلى شيء واحد، فهذا أيضا يعد من اختلاف التنوع فلا حاجه لأن يقال: القول الأول كذا، والثاني كذا، والثالث كذا.

انظر إلى الأقوال في قوله:وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ يقول قتادة: معناه أن الخير واقع بأهله، والشر واقع بأهل الشر، ويقول ابن جرير: مستقر بأهله أي منتهٍ إلى غاية، يعني: أن يقع لأهل الخير عاقبة هذا الفعل، ويقع لأهل الشر عاقبة هذا الفعل، وهذا نفس المعنى، وكذلك قول من قال كمجاهد:وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ أي: يوم القيامة، فأهل الخير يجدون عاقبة فعلهم من الخير، وأهل الشر يجدون عاقبة فعلهم من الشر، فهذا كله يرجع إلى شيء واحد فهو كما قال ابن جرير -رحمه الله-:وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ يعني: من خير أو شر مستقر قراره ومتناهٍ نهايته، فالخير مستقر بأهله في الجنة، والشر مستقر بأهله في النار.

وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ أهل الفضل والخير والصلاح والاستقامة يئول أمرهم إلى خير، وأهل الشر يئول أمرهم إلى شر وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ له نهاية وغاية وهؤلاء يلقون خيرا وهؤلاء يلقون شراً،وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّسيجدون غِبَّه وعاقبته فيجازيهم الله على ذلك، كما أن أهل الإيمان يجدون جزاءهم، ولهذا قال:وَكُلُّ أَمْرٍ كل أمر من خير وشر مُسْتَقِرٌّ يصير إلى غاية.