الخميس 22 / ذو الحجة / 1446 - 19 / يونيو 2025
ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقوله تعالى:الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ أي: يجريان متعاقبيْن بحساب مُقَنَّن لا يختلف ولا يضطرب،لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ[سورة يس:40]، وقال تعالى:فَالِقُ الإصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ[سورة الأنعام:96].

الحسبان قال: أي يجريان متعاقبين بحساب مقنن لا يختلف ولا يضطرب، ولفظة الحسبان مصدر كالطغيان والرجحان، وأشباه ذلك، فالحسبان بمعنى الحساب، ولكنها بنيت هذا البناء الذي يدل على الكثرة، ويمكن أن يفسر الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ، بمثل قوله -تبارك وتعالى-:وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ[سورة يونس:5]، فهو يسير في منازل محددة بحساب دقيق ينتج عن ذلك معرفة الناس حساب الشهور والأيام والأعوام، وبذلك يعرفون مواسم الصوم والحج وعِدد النساء وما شابه ذلك، والله يقول:فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ[سورة الإسراء:12]، فهذا هو الذي يشهد له القرآن، وهو الظاهر المتبادر في معنى هذه الآية، وإن اختلف المفسرون في تفسيرها ومعناها لكن هذا هو الأقرب -والله أعلم-: يجريان متعاقبيْن بحساب مقنن.