السبت 29 / جمادى الآخرة / 1447 - 20 / ديسمبر 2025
أَفَرَءَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

 

أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ ۝ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ۝ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ۝ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ۝ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ۝ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ۝ أَأَنْتُمْ أَنزلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزلُونَ ۝ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ ۝ أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ۝ أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ ۝ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ ۝ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ[سورة الواقعة:63-74].

يقول: أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ؟ وهو شق الأرض وإثارتها والبذر فيها، أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أي: تنبتونه في الأرض أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ أي: بل نحن الذين نُقِرُّه قراره وننبته في الأرض.

روى ابن جرير عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:لا تقولن: زرعتُ، ولكن قل: حرثتُ، قال أبو هريرة: ألم تسمع إلى قوله:أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ ۝ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ[1].

 

هذا الحديث يدل على أدب في الألفاظ، يعني ليس ذلك على سبيل التحريم -والله تعالى أعلم-، يقول الإنسان زرعتُ وحصدتُ ونحو هذا لكن من باب كمال الأدب في التعبير، كما نهي الإنسان أن يقول:عبدي وأمتي، وإنما يقول: فتاي وفتاتي[2]، من باب الأدب، مع أنه يجوز للإنسان أن يقول: عبدي وأمتي، وكذلك لا يقول: سيدي، وإنما يقول: مولاي، فهذا من هذا -والله تعالى أعلم-، لا يقول: زرعتُ، ولكن يقول: حرثتُ يعني هو الذي حرث والله هو الذي أنبته.

 

  1. تفسير الطبري (23/139)، ورواه البيهقي في السنن الكبرى، برقم (11532)، وابن حبان في صحيحه، برقم (5723)، وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم (2801). 
  2. رواه أبو داود، كتاب الأدب، باب لا يقول المملوك ربي و ربتي، برقم (4975)، وأحمد في المسند، برقم (8197)، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم (7766).