أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنزلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ[سورة الواقعة:63-74].
يقول: أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ؟ وهو شق الأرض وإثارتها والبذر فيها، أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أي: تنبتونه في الأرض أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ أي: بل نحن الذين نُقِرُّه قراره وننبته في الأرض.
روى ابن جرير عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:لا تقولن: زرعتُ، ولكن قل: حرثتُ، قال أبو هريرة: ألم تسمع إلى قوله:أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ[1].
هذا الحديث يدل على أدب في الألفاظ، يعني ليس ذلك على سبيل التحريم -والله تعالى أعلم-، يقول الإنسان زرعتُ وحصدتُ ونحو هذا لكن من باب كمال الأدب في التعبير، كما نهي الإنسان أن يقول:عبدي وأمتي، وإنما يقول: فتاي وفتاتي[2]، من باب الأدب، مع أنه يجوز للإنسان أن يقول: عبدي وأمتي، وكذلك لا يقول: سيدي، وإنما يقول: مولاي، فهذا من هذا -والله تعالى أعلم-، لا يقول: زرعتُ، ولكن يقول: حرثتُ يعني هو الذي حرث والله هو الذي أنبته.
- تفسير الطبري (23/139)، ورواه البيهقي في السنن الكبرى، برقم (11532)، وابن حبان في صحيحه، برقم (5723)، وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم (2801).
- رواه أبو داود، كتاب الأدب، باب لا يقول المملوك ربي و ربتي، برقم (4975)، وأحمد في المسند، برقم (8197)، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم (7766).