الإثنين 19 / ذو الحجة / 1446 - 16 / يونيو 2025
مَّن ذَا ٱلَّذِى يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥ وَلَهُۥٓ أَجْرٌ كَرِيمٌ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

 وقوله:مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا قال عمر بن الخطاب: هو الإنفاق في سبيل الله، وقيل: هو النفقة على العيال، والصحيح أنه أعم من ذلك، فكل من أنفق في سبيل الله بنية خالصة وعزيمة صادقة، دخل في عموم هذه الآية؛ ولهذا قال:مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ كما قال في الآية الأخرى:أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ[سورة البقرة:245] أي: جزاء جميل ورزق باهر -وهو الجنة- يوم القيامة.

روى ابن أبي حاتم عن عبد الله بن مسعود قال: لما نزلت هذه الآية: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ قال أبو الدحداح الأنصاري: يا رسول الله، وإن الله ليريد منا القرض؟ "قال:نعم، يا أبا الدحداح[1]. قال أرني يدك يا رسول الله، قال: فناوله يده قال: فإني قد أقرضت ربي حائطي، وله حائط فيه ستمائة نخلة، وأم الدحداح فيه وعيالها قال: فجاء أبو الدحداح فنادها: يا أم الدحداح، قالت: لبيك، فقال: اخرجي، فقد أقرضته ربي وفي رواية: أنها قالت له: رَبح بيعك يا أبا الدحداح، ونقلت منه متاعها وصبيانها، وإن رسول الله ﷺ قالم من عَذْق رَدَاح في الجنة لأبي الدحداح[2]، وفي لفظ:رب نخلة مدلاة، عروقها دُرٌّ وياقوت لأبي الدحداح في الجنة[3].

 

  1. شعب الإيمان (5/125)، رقم (3178).
  2. رواه أحمد في المسند عن أنس بن مالك، برقم (12482)، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط مسلم، والحاكم في المستدرك، كتاب البيوع، برقم (2194)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
  3. تفسير ابن أبي حاتم، تحقيق: أسعد محمد الطيب (10/3339).