الأربعاء 21 / ذو الحجة / 1446 - 18 / يونيو 2025
لَّهُۥ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلْأُمُورُ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقوله:لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ أي: هو المالك للدنيا والآخرة كما قال:وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَالأولَى[سورة الليل:13]، وهو المحمود على ذلك، كما قال: وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأولَى وَالآخِرَةِ[سورة القصص:70]، وقال الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ[سورة سبأ:1]، فجميع ما في السماوات والأرض ملك له، وأهلهما عبيد أرقّاء أذلاء بين يديه كما قال:إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا[سورة مريم:93-95]، ولهذا قال:وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ أي: إليه المرجع يوم القيامة، فيحكم في خلقه بما يشاء، وهو العادل الذي لا يجور ولا يظلم مثقال ذرة، بل إنْ يكن أحدهم عمل حسنة واحدة يضاعفها إلى عشر أمثالها،وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا[سورة النساء:40] وكما قال تعالى:وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ[سورة الأنبياء:47].