الجمعة 11 / ذو القعدة / 1446 - 09 / مايو 2025
ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ ۖ وَمَن يُشَآقِّ ٱللَّهَ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقوله تعالى:ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ أي: إنما فعل الله بهم ذلك وسلط عليهم رسوله وعباده المؤمنين؛ لأنهم خالفوا الله ورسوله وكذبوا بما أنزل الله على رسله المتقدمين في البشارة بمحمدﷺ وهم يعرفون ذلك كما يعرفون أبناءهم.

قوله:ذَلِكَ الإشارة هنا ترجع إلى جميع ما ذكر، "ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله" من إخراجهم وقذف الرعب في قلوبهم وتخريب البيوت بأيديهم وأيدي المؤمنين وإعداد العذاب لهم في الآخرة؛ لأنهم شاقوا الله ورسوله، فذكر هنا العلة ثم جاء بالحكم العام كما هي عادة القرآن يذكر قضية خاصة ثم يأتي بالحكم العام ليبين أن ذلك لا يختص بهم، وإنما من فعل فعلهم فإن عاقبته كعاقبتهم ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ الشيخ عبد الرحمن بن سعدي -رحمه الله- في القواعد الحسان ذكر قاعدة مثل هذه في مجيء الحكم العام بعد القضية الخاصة، يعني ما قال مثلًا: ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله والله شديد العقاب، لا، وإنما قال:وَمَن يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ فهو وعيد لكل المشاقين، والمشاقة بمعنى المخاصمة والمعاداة، هذا كأنه في شق والآخر في شق آخر فهي مشتقة من الشِق كما اشتقت المحادة من الحد، والعداوة من العدوة، وهكذا.