الخميس 03 / ذو القعدة / 1446 - 01 / مايو 2025
بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۖ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُۥ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُۥ صَٰحِبَةٌ ۖ وَخَلَقَ كُلَّ شَىْءٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [سورة الأنعام:101].
بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ [سورة الأنعام:101] أي: مبدعهما، وخالقهما، ومنشئهما، ومحدثهما على غير مثال سبق، كما قال مجاهد، والسدي: ومنه سميت البدعة بدعة؛ لأنه لا نظير لها فيما سلف.
أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ [سورة الأنعام:101] أي: كيف يكون له ولد ولم تكن له صاحبة، أي: والولد إنما يكون متولداً بين شيئين متناسبين، والله تعالى لا يناسبه ،ولا يشابهه شيء من خلقه؛ لأنه خالق كل شيء فلا صاحبة له، ولا ولد كما قال تعالى: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا ۝ لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا} [سورة مريم:88-89] إلى قوله: وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا [سورة مريم:95].
وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [سورة الأنعام:101] فبيّن تعالى أنه الذي خلق كل شيء، وأنه بكل شيء عليم، فكيف يكون له صاحبة من خلقه تناسبه وهو الذي لا نظير، فأنى يكون له ولد - تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً -".

مرات الإستماع: 0

"بَدِيعُ [الأنعام: 101] ذكر معناه في البقرة، ورفعه على أنه خبر ابتداء مضمر، أو مبتدأ، وخبره أَنَّى يَكُونُ أو فاعل تعالى".

قوله هنا: بَدِيعُ [الأنعام: 101] يعني: المبدع، والمبتدع، وأصل ذلك ابتداء الشيء، يعني في إيجاده، وصنعه من غير مثال سابق.

يقول: "ورفعه على أنه خبر ابتداء مضمر" يعني: هو بديع "أو مبتدأ" فتكون الجملة هنا مستقلة "وخبره أَنَّى يَكُونُ أو فاعل تعالى".

"والقصد به الرد على من نسب لله البنين، والبنات؛ وذلك من وجهين:

أحدهما: أن الولد لا يكون إلا من جنس والده، والله - تعالى - متعالٍ عن الأجناس؛ لأنه مبدعها، فلا يصح أن يكون له ولد.

والآخر: أنّ الله خلق السماوات، والأرض، ومن كان هكذا فهو غني عن الولد، وعن كل شيء."