الخميس 03 / ذو القعدة / 1446 - 01 / مايو 2025
قَدْ جَآءَكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِۦ ۖ وَمَنْ عَمِىَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَآ أَنَا۠ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

قال المفسر - رحمه الله تعالى - في تفسر قوله تعالى: قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ ۝ وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ [سورة الأنعام:104-105] البصائر هي البينات، والحجج التي اشتمل عليها القرآن، وما جاء به رسول الله ﷺ.
فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ [سورة الأنعام:104] كقوله: فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا [سورة يونس:108] ولهذا قال: وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا لما ذكر البصائر، قال: وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا أي: إنما يعود وباله عليه، كقوله: فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [سورة الحج:46].
وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ أي: بحافظ، ولا رقيب، بل أنا مبلغ، والله يهدي من يشاء، ويضل من يشاء".

مرات الإستماع: 0

"قوله تعالى: قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ [الأنعام: 104] جمع بصيرة، وهو نور القلب، والبصر نور العين، وهذا الكلام على لسان النبي ﷺ لقوله: وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ [الأنعام: 104]".

يقول: "البصائر جمع بصيرة، وهي نور القلب" والمقصود هنا الحجج الظاهرة التي يُبصَر بها الحق، والهدى، ويميز من الباطل.

وقوله: وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ [الأنعام: 104] الحفيظ: هو الحافظ، والرقيب، الذي يحصي عليهم أعمالهم، وهو إنما عليه البلاغ - عليه الصلاة، والسلام - .