السبت 10 / ذو الحجة / 1446 - 07 / يونيو 2025
وَأَقْسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَٰنِهِمْ لَئِن جَآءَتْهُمْ ءَايَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا ٱلْءَايَٰتُ عِندَ ٱللَّهِ ۖ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَآ إِذَا جَآءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ ۝ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [سورة الأنعام:109-110].
يقول - تعالى - إخباراً عن المشركين أنهم أقسموا بالله جهد أيمانهم أي: حلفوا أيماناً مؤكدة لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ [سورة الأنعام:109] أي: معجزة وخارقة {لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا} [سورة الأنعام:109] أي: ليصدقنها".

يقول تعالى: وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ [سورة الأنعام:109] الجَهد - بالفتح - هو المشقة، والجُهد - بالضم - هو الوسع، تقول: بذلت جُهدي يعني بذلت وسعي، وتقول: هذا غاية الجُهد يعني غاية الوسع، فلا أستطيع أن أفعل أكثر من هذا، وتقول: بلغ مني الجَهد يعني المشقة، ومن أهل العلم من يقول: المعنى واحد سواء كان بالفتح وبالضم، وقوله: وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ [سورة الأنعام:109] أي: مجتهدين غاية الاجتهاد، فيحلفون أشد الأيمان التي يقدرون عليها أنهم إذا جاءتهم آية يعني من الآيات التي اقترحوها وإلا قد جاءتهم آيات كانشقاق القمر، بل انشقاق القمر كان آية ظاهرة حيث شاهدوها، ومع ذلك لم يؤمنوا، وهذا القرآن أعظم آية، لكنهم كانوا يقترحون الآيات كتحويل الصفا إلى ذهب وما إلى ذلك، فهم أقسموا على هذا الأساس.
"لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا [سورة الأنعام:109] أي: ليصدقنها قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ [سورة الأنعام:109] أي: قل يا محمد لهؤلاء الذين يسألونك الآيات تعنتاً، وكفراً، وعناداً؛ لا على سبيل الهدى والاسترشاد إنما مرجع هذه الآيات إلى الله إن شاء جاءكم بها، وإن شاء ترككم.
وقوله تعالى: وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ [سورة الأنعام:109] قيل المخاطب بما يشعركم المشركون، وإليه ذهب مجاهد، وكأنه يقول لهم: وما يدريكم بصدقكم في هذه الأيمان التي تقسمون بها، وعلى هذا فالقراءة (إنها إذا جاءت لا يؤمنون) بكسر إنها على استئناف الخبر عنهم بنفي الإيمان".

هذه قراءة أبي عمرو وابن كثير (إنها إذا جاءت لا يؤمنون) أي هم اقترحوا الآيات، وأقسموا أنها إذا جاءتهم الآيات فإنهم سيؤمنون بها، فالله يخاطب المشركين فيقول: وَمَا يُشْعِرُكُمْ [سورة الأنعام:109] أي: تقولون: إنكم تؤمنون إذا جاءت وما يشعركم؟ ثم بدأ بكلام جديد يقرر فيه حقيقة غيبية فقال: (إنها إذا جاءت لا يؤمنون) وهذا مثل قوله تعالى: وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ [سورة الأنعام:28] فهم طلبوا الرجعة فأخبر الله أنهم لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه، وهنا يقول: لما اقترحوا الآيات، وأقسموا أنهم سيؤمنون بها قال: وَمَا يُشْعِرُكُمْ [سورة الأنعام:109] يعني وما يدريكم، ثم بيّن ما سيكون في المآل لو جاءت الآيات فقال: (إنها إذا جاءت لا يؤمنون) وعلى هذا يكون الخطاب وَمَا يُشْعِرُكُمْ [سورة الأنعام:109] للمشركين، ثم جاء بجملة جديدة يقرر فيها مسألة غيبية فقال: (إنها إذا جاءت لا يؤمنون).
"وعلى هذا فالقراءة (إنها إذا جاءت لا يؤمنون) بكسر "إِن" على استئناف الخبر عنهم بنفي الإيمان عند مجيء الآيات التي طلبوها، وقيل: المخاطب بقوله: وَمَا يُشْعِرُكُمْ [سورة الأنعام:109] المؤمنون، أي: وما يدريكم أيها المؤمنون، وعلى هذا فيجوز في قوله: أَنَّهَا الكسر كالأول والفتح على أنه معمول".

على القول الثاني يكون المخاطب بقوله: وَمَا يُشْعِرُكُمْ [سورة الأنعام:109] هم المؤمنون، وقد جاء به الحافظ ابن كثير - رحمه الله - بصيغة التمريض وكأنه يضعفه وإن كان هذا هو قول كبير المفسرين ابن جرير الطبري - رحمه الله -، وبه قال الفراء أيضاً، أي أن الخطاب لأهل الإيمان باعتبار أن المؤمنين تمنوا نزول آية من أجل إيمان هؤلاء الكفار، وذلك أنه لما أقسم الكفار الأيمان المؤكدة أنها إذا جاءت آية سيؤمنون تمنى أهل الإيمان لو نزلت آية من أجل أن يؤمن هؤلاء الناس الذين حلفوا هذه الأيمان المغلظة يعني كأنهم يقولون: ليت آية تنزل من أجل أن يؤمنوا فالله على كل شيء قدير، فردَّ الله عليهم فقال: وَمَا يُشْعِرُكُمْ} [سرة الأنعام:109] يعني وما يدريكم؟ ثم قال: (إنها إذا جاءت لا يؤمنون) وعلى القراءة الأخرى وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ [سورة الأنعام:109].
وقراءة الفتح هذه هي قراءة أهل المدينة، وحمزة، والكسائي، وعاصم وابن عامر، وبعضهم - كالخليل بن أحمد الفراهيدي - فسر أَنَّهَا بفتح الهمزة بمعنى التعليل أي بمعنى "لعلها" فيكون المعنى وما يشعركم لعلها إذا جاءت لا يؤمنون" وهذا صحيح في أصل اللغة، ويوجد ما يدل عليه من الشواهد في كلام العرب، وهذا تحتمله الآية على قراءة فتح الهمزة، والمعنى الآخر وما يدريكم أن ذلك إذا وقع لا يحصل المقصود وهو إيمانهم؟ - والله أعلم -.
"فتكون لاَ في قوله: أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ [سورة الأنعام:109] صلة كقوله: مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ [سورة الأعراف:12] وقوله: وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ [سورة الأنبياء:95]".

يقول: "فتكون {لاَ} في قوله: أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ [سورة الأنعام:109] صلة" يعني وما يشعركم يا معاشر المؤمنين أنها إذا جاءت يؤمنون، فـ{لاَ} هذه قال: إنها صلة، ويقصد أنها زائدة، فهم يعبرون بصلة تأدباً، ويقصدون بقولهم: زائدة أي إعراباً، وإلا فهي لمعنى وهو التأكيد، ومنه قول طائفة من المفسرين في قوله تعالى: لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ [سورة البلد:1] أي: أقسم بهذا البلد، وقولهم في قوله: لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ [سورة القيامة:1] أي: أقسم بيوم القيامة - على أحد المعاني -، وذكر - رحمه الله - هنا قوله تعالى: مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ [سورة الأعراف:12] أي أن معناها وما منعك أن تسجد، وعلى هذا بل يُفهم أن "لا" هنا نافية بل هي صلة كما قال.
وبالنسبة للكلام على الزيادة هل يصح أن يعبر بها في القرآن مع العلم أن المقصود بالزيادة هي الزيادة إعراباً فهذا قال به طائفة من أهل اللغة مثل الكسائي والفراء، وردَّه آخرون مثل الزجّاج والنحّاس فقالوا: هذا كلام غير صحيح، وإنما هذا من باب الاكتفاء، أي أن قوله: وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ [سورة الأنعام:109] أي: أو يؤمنون، لكن هذا القول أضعف من القول الذي قبله؛ لأن المقصود هنا هو أن الله يقرر لهم أنه حتى لو نزلت الآية فإنهم لن يؤمنوا، هذا هو الأقرب في معنى الآية - والله تعالى أعلم -، كما قال الله : وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ [سورة الإسراء:59].
"أي: ما منعك أن تسجد إذ أمرتك، وحرام أنهم يرجعون، وتقديره في هذه الآية: وما يدريكم أيها المؤمنون الذين تودون لهم ذلك حرصاً على إيمانهم أنها إذا جاءتهم الآيات يؤمنون".

مرات الإستماع: 0

"قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ [الأنعام: 109] أي: هي بيد الله لا بيدي.

وَما يُشْعِرُكُمْ [الأنعام: 109] أي: ما يدريكم، وهو من الشعور بالشيء ومَا نافية، أو استفهامية أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ [الأنعام: 109] من قرأ بفتح أنها فهو معمول يشعركم، أي: ما يدريكم أن الآيات إذا جاءتهم لا يؤمنون بها، نحن نعلم ذلك، وأنتم لا تعلمونه، وقيل: لا زائدة، والمعنى ما يشعركم أنهم يؤمنون، وقيل: (أن) هنا بمعنى (لعل) فمن قرأ بالكسر فهي استئناف إخبار، وتم الكلام في قوله: وَما يُشْعِرُكُمْ أي: وَما يُشْعِرُكُمْ ما يكون منهم، فعلى القراءة بالكسر يوقف على وَما يُشْعِرُكُمْ وأما على القراءة بالفتح فإن كانت (أنَّ) مصدرية لم يوقف عليه لأنه عامل فيها، وإن كانت بمعنى (لعلَّ) فأجاز بعض الناس الوقف، ومنعه شيخنا أبو جعفر بن الزبير[1] لما في (لعل) من معنى التعليل".

قوله: وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها قراءة ابن كثير، وأبي عمرو، وهي رواية أيضًا عن عاصم من طريق شعبة بكسر الهمزة (إِنَّها) وفي قراءة ابن عامر، وحمزة بفتح الهمزة، وبالتاء أَنَّهاَ (لَا تُؤْمِنُونَ)[2] فيكون الخطاب هنا للمشركين، يعني: يا من طلبتم الآيات، واقترحتموها، و(أن) هذه يقول بعضهم: هي بمعنى (لعل) على هذا الوجه؛ يعني: وما يدريكم أيها الكفار لعل الآيات إذا جاءت لا تؤمنون.

يقول ابن جزي - رحمه الله -: "من قرأ بفتح (أنها) فهو معمول يشعركم" يعني: وما يدريكم أن الآيات إذا جاءت لا يؤمنون بها؟ فالكلام متصل بعضه مرتبط ببعض وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ نحن نعلم ذلك، وأنتم لا تعلمونه، باعتبار أن (أنَّ) على بابها، وأن (لا) في لا يُؤْمِنُونَ أصلية، وليست صلة، يسمونها زائدة إعرابًا، وليست كذلك، فيكون ردًا، وجوابًا على من حكم عليهم بالكفر أبدًا، وأنهم لا تنفعهم الآيات، ولو جاءت، يعني كأن المؤمنين عند ما اقترح الكفار الآيات، فقالوا: إذا فعلت لنا كذا آمنا، ودوا لو نزلت هذه الخوارق، وتحققت، رجاءَ إيمانهم؛ فالله يأسهم من إيمان هؤلاء الكفار، على هذه القراءة.

يقول: "وما يدريكم أنها إذا جاءت لا يؤمنون؟ نحن نعلم ذلك، وأنتم لا تعلمونه" ويقول: "وقيل: (لا) زائدة، والمعنى: وما يشعركم أنهم يؤمنون؟" فتكون (أن) هذه، وما عملت فيه في موضع المفعول الثاني، والتقدير: وما يشعركم أنها إذا جاءت يؤمنون، باعتبار أن (لا) صلة، زائدة، والمراد: أنها لو جاءت لم يؤمنوا، فتكون (ما) هذه استفهامية، والمعنى: وما يدريكم أنها إذا جاءت لا يؤمنون حتى تتمنوا نزول هذه الآيات؟

وأنا أسميها صلة؛ لأنه ألطف في العبارة، ومضى الكلام على ادعاء الزائد في القرآن، وأن من أهل العلم من منع ذلك تأدبًا، وهم يقصدون زائدة إعرابًا، وإلا فزيادة المبنى لزيادة المعنى، وكل لفظ جاء في القرآن فهو يدل على معنًى زائد، ليس في القرآن حشو؛ ولهذا تجدون في كتاب الزركشي في أصول الفقه (البحر المحيط) في نحو موضعين، أو ثلاثة يذكر بابًا: "لا زائد في القرآن"[3] فالقول بأن (لا) هذه زائدة هذا ذهب إليه الكسائي، والفراء[4] مع أنه ليس محل اتفاق، فأصحاب كتب المعاني، والإعراب اختلفوا في هذا، يعني مثلاً الزجاج، والنحاس ردُّوا هذه الدعوة، وقالوا: فيه مقدر، وهو "لا يؤمنون، أو يؤمنون" والتقدير: وما يدريكم أنها إذا جاءت لا يؤمنون، أو يؤمنون؟ لكن الأصل عدم التقدير، وكذلك دعوى الزيادة هو خلاف الأصل.

يقول: "وما يشعركم أنهم يؤمنون" هذا باعتبار أنها زائدة "وقيل: (أن) هنا بمعنى (لعلَّ)" وهذا قال به الخليل بن أحمد الفراهيدي[5] وعليه: فالمفعول الثاني محذوف، والتقدير: وما يشعركم إيمانهم، والمعنى: وأي شيء يدريكم إيمانهم إذا جاءتهم الآية؟ لعلها إذا جاءتهم لا يؤمنون، لكن هذه التوجيهات لهذه القراءات في بعضها لا يخلو من إشكال، أو أن يكون ذلك خلاف الأصل - والله أعلم -.

وقد ذكرت بعض ما قيل، وإلا فالأقوال، والاحتمالات أكثر من هذا، وتطريق وجوه الإعراب كثيرة جدًا من جهة الاحتمال، وليس ذلك مقصودًا به البسط، والتوسع، وإلا تحول الدرس إلى إعراب. 

يقول: "وقيل: (إن) هنا بمعنى (لعل) فمن قرأ بالكسر فهو استئناف، وإخبار، وتم الكلام في قوله: وَما يُشْعِرُكُمْ" يعني: استئناف، وإخبار بجملة جديد، والمفعول الثاني محذوف تقديره: وما يشعركم إيمانهم، وتقف، إنها إذا جاءت لا يؤمنون؛ جملة جديدة استئنافية، يقول: "وتم الكلام في قوله: وَما يُشْعِرُكُمْ أي: وَما يُشْعِرُكُمْ ما يكون منهم، فعلى القراءة بالكسر يوقف على وَما يُشْعِرُكُمْ" وحمل مجاهد بن جبر الخطاب فيه للمشركين[6] على هذه القراءة، وحمله الفراء، وابن جرير[7] على المؤمنين، وهذا هو الظاهر، يعني باعتبار كأن المؤمنين ودوا ذلك فخاطبهم به، لكن على قراءة: (لا تؤمنون) بالتاء يكون الخطاب للمشركين، ولا يبعد أن يكون قول مجاهد - رحمه الله - باعتبار القراءة الأخرى (لا تؤمنون) فإنه قد يُنقل التفسير أحيانًا دون ربط بالقراءة؛ فيبدو كأنه قول آخر، والواقع أنه منزل على قراءة، ويكون لا إشكال فيه، أي: أنه من قبيل اختلاف التنوع، فكل قول منزّل على قراءة.

يقول: "وأما على القراءة بالفتح فإن كانت (أنَّ) مصدرية؛ لم يوقف عليه؛ لأنه عامل فيها" كما ذكرت أن الكلام يكون مرتبطًا بما قبله "وإن كانت بمعنى (لعلَّ) فأجاز بعض الناس الوقف" وَما يُشْعِرُكُمْ ثم تقف أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ هذا باعتبار أن (أن) بمعنى (لعل) والتقدير: وما يشعركم لعلها إذا جاءت لا يؤمنون؟ لكن كأن الأول أولى - والله أعلم -.

يقول: "ومنعه شيخنا أبو جعفر بن الزبير" هذا صاحب كتاب (ملاك التأويل) وهو الوحيد الذي وقفتُ عليه في لفظة (جوبوا) لم أجد في المكتبة الشاملة في كل الأبواب، ابتداءً من العقيدة، وكتب التفسير، إلى الفهارس، أن أحدًا استعمل لفظة (جوبوا) إلا ابن الزبير هذا شيخ ابن جزي فقط، وكنتُ سألتُ عنها أستاذي في النحو، وهو رجل بارع في النحو، واللغة تجري في عروقه، نسأل الله أن يبارك له، وهو الدكتور أحمد الخراط، محقق الدر المصون، فأجابني بأنه لا يصح لغةً أن يأتي من أجاب جوب، ثم بعد ذلك استدرك، وأرسل رسالة صوتية أخرى، وقال: تأملتها، فيمكن أن يكون من جاوب إذا بني للمفعول جوب.

  1.  المراد: أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي الغرناطي، أبو جعفر (المتوفى: 708هـ) صاحب كتاب: ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد، والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل.
  2.  السبعة في القراءات (ص: 265) ومعاني القراءات للأزهري (1/378 - 379) وحجة القراءات (ص: 265).
  3.  البحر المحيط في أصول الفقه (2/200).
  4.  فتح القدير للشوكاني (2/173).
  5.  التفسير الوسيط للواحدي (2/311).
  6.  تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (2/333).
  7.  تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (12/43).